نجحنا ورفعنا الراس
وحمدنا الواحد المنان
وفرّحنا أحب الناس
ونحلى الفرحة بالخلان
?نعم،ولدي الغالي عقيل، لقد نجحت وتخرجت بتفوق وامتياز،ورفعت الرأس،وإني بك و بإنجازك العلمي هذا،لفخور وسعيد.
?لقد كانت ليلة الخميس 1437/7/21هـ،التي امتلأ فيها (قصر الخميس،الواقع على طريق الأصفر) بأولياء أمور الطلاب،يحتفون فيها بنجاح أبنائهم،وتخرجهم من المرحلة الثانوية،ليضعوا أقدامهم على أعتاب دراستهم الجامعية،من أبهى الليالي وأجملها،وكانت الفرحة فيها تغمر قلوب الجميع.
?أما أنا ـ يا حبيبي ـ فقد كانت سعادتي بك،بحجم حبي لك،أي أنها كانت سعادة بلا حدود،لأن حبي لك بلا حدود.
?وأنت أنت سبب هذه الفرحة،وأنت أنت مصدر هذه السعادة،فشكرا لك لأنك نجحت وتفوقت وتميزت، وأدخلت البهجة إلى قلب جدتك (أم أبيك) وإلى قلبي والديك،وقلوب أخوتك وأعمامك وعماتك وخالتك… وكل محبيك.
?ولدي الغالي الحبيب :
?لقد حققت إنجازات كثيرة في حياتي،ولكن تأكد ـ يا بهجة القلب ـ أن نجاحك المتفوق في مرحلتك الثانوية، هو من أعظم تلك الإنجازات،التي سأظل أفخر وأعتز بها ما حييت،وليس أنا فقط،بل سيعتز ويفخر به جميع أهلك وأحبابك، خصوصا جدتك وأمك وأخوانك وأعمامك وعماتك وخالتك…لأنك ابنهم الغالي، وولدهم الحبيب.
?وقد رأيت بنفسك مدى حبهم لك،وفرحتهم بك،في الحفل وقبله وبعده،فجدتك الغالية (أم الخير) استقبلتك بالزغاريد،وأمك كان قلبها يخفق بقوة،وروحها ترفرف عليك وأنت في قاعة الاحتفال،وعمك (أبو آدم) عبر لك عن فرحته الكبيرة بنجاحك،وأمنيته الغالية بأن يسعد بالتواجد في حفل تخرجك،لولا أنه يؤثر ببطاقات الدعوة أعمامك، الذين يرى نفسه فيهم،ويؤثر فرحتهم على فرحته،فغاب عنك ببدنه،وروحه وقلبه كانا معك،وعماك (أأوبو محمد، وأبو مهدي) عطلا أعمالهما، وتركا ما لديهما من التزامات، فقط ليشاركانك فرحة تخرجك،وأبو مهدي يحمل لك أجمل هدية،وأبو محمد ينظم أروع قصيدة،أبى إلا أن تكون من ضمن فقرات الحفل،من أجلك أنت فقط، وأخوك (أحمد) استأذن من عمله،حرصا منه على أن يكون بجانبك،وأنت تعيش فرحة تخرجك،ومجموعتنا الواتسابية العائلية،امتلأت بصور الاحتفال البهي، وبالتهاني والتبريكات القلبية الصادقة لك.
?كل هذا ابتهاجا بك، وفرحة بنجاحك وتفوقك يا عقيل،فأنت محبووب الجميع ومعشوقهم يا ولدي،لذلك لقبك عمك أبو محمد (بالساحر) لأنك سحرت الجميع بأخلاقك وآدابك وذكائك وفطنتك واهتمامك بمدرستك…فكل شيء فيك حلو وجميل،وأهلك ـ لجمالهم ـ يعشقون كل جميل، ولذا أصبحت أنت من بيننا جميعا معشوقهم،فهنيئا لك،ومبارك عليك يا ولدي.
?وما أريد أن أقوله لك الآن ـ يا ولدي الغالي ـ هو أنه صحيح أنني أعتبر نجاحك بتفوق،من أعظم وأكبر إنجازاتي في الحياة،ولكن ليس من الإنصاف أن أبخسك حقك،وأنسب كل شيء لنفسي،فالحق أنه لولا حبك لمدرستك،وعشقك لتحصيلك العلمي،وحرصك على التميز الدراسي،وإلا لما حققت هذا النجاح والتفوق، فالفضل ـ بعد الله وتوفيقه ـ يعود إليك،وإلى اهتمامك ومذاكرتك وحرصك على النجاح.
?في مثل هذه المواقف، ربما يكون دأب الآباء المباركة لأبنائهم،وتقديم النصائح لهم،والتوجيهات إليهم،بضرورة مواصلة الدراسة الجامعية،والجد والمثابرة من أجل الوصول إلى المراتب العلية…لكنني لن أسدي إليك أي نصيحة، ولن أقوم بتوجيهك،ولن أحرص على حثك،لا بالتحلي بالأخلاق والآداب،ولا بالتأكيد على مواصلة الدراسة…ولا بأي شيء آخر.
?وليس ذلك بخلا مني،ولا تقصيرا في القيام بواجبي كأب لك،وإنما لمعرفتي الكاملة بك،وثقتي الكبيرة فيك،وعلمي اليقيني بأنك لست محتاجا إلى نصائحي وتوجيهاتي،لأنك تدرك جيدا من أنت،وتعرف ما هو دورك وواجبك في هذه الحياة،كما أنك عازم على تحقيقه دون أن تحتاج إلى نصيحة،أو حث أو تشجيع.
?فكما رفعت رأسي في الثانوية،أنا أعلم أنك عازم على رفعه في ما بعدها من المراحل الدراسية،مما يعني أنه ليس دوري الآن هو النصح والتوجيه،بل الشكر والتقدير لك،لأنك رفعت رأسي،ولعزيمتك على أن تبقيه مروعا.
?صدقني يا عقيل،أنا لا أمزح معك ولا أجاملك الآن، بل هذه هي الحقيقة،فأنت فعلا لست بحاجة إلى نصحي بضرورة الاهتمام بمواصلة الدراسة والنجاح، لأنك ولد ذكي جدا،وتعلم أن هذا النجاح والتخرج من المرحلة الثانوية،هو بداية الخطوات الحقيقية،نحو شق طريقك العلمي للدراسة الجامعية،وما بعدها من الدراسات العليا،وأعلم يقينا أنك لست محتاجا لا إلى تذكيري،ولا إلى حثي وتشجيعي،بمضاعفة الجهد والاهتمام،لأنك تعي ذلك جيدا،كما أنك مستعد له جيدا،ولهذا فأنا واثق بك، مطمئن على مستقبلك،متأكد أنك لن تخيب ظني،فعادتك التميز والتألق والنجاح،وما لم تحقق لنفسك وأهلك أكبر الإنجازات في كل المجالات، فلن لن ترتاح.
?لذلك لن أوصيك بالاهتمام، أو الاستعداد للمرحلة القادمة،كما أنني لن أتدخل في فرض أي تخصص عليك،بل ذلك متروك لك،لأنني ـ كما أعلم بمدى حرصك الكبير على مواصلة دراساتك العليا ـ كذلك أنا واثق أنك أكثر إدراكا ومعرفة مني،بمدى أهمية اختيار التخصص المناسب بكل دقة وعناية، وأنك من الآن ستخطط له، هذا إن لم تكن قد خططت له من قبل،فمثلك ربما لا تفوته هذه الأمور المهمة.
?لذلك أنت ستنظر أولا إلى توجهاتك وميولك، وستختار التخصص المناسب لتلك الميول و التوجهات،لأنك تعلم أن حب الشيء،هو سر النجاح فيه، وأنك لن تنجح في تخصصك، ما لم تكن محبا له،لديك الرغبة فيه،والميل إليه.
?كما لا شك أنك من الآن ستحاول التعرف على التخصصات المتاحة، وستأخذ فكرة كافية عنها، وعن طبيعتها،وعن مدى أهميتها في الحياة العلمية والعملية على السواء، ليساعدك ذلك على اختيار التخصص الأفضل من بينها.
?وكما أنني واثق أنك ستحاول أن تطلع على التخصصات المتاحة، وتحاول التعرف عليها، فكذلك أنا متأكد أنك ستقوم أيضا بسؤال أهل الخبرة في هذا المجال، وستستشيرهم،وتطلب نصحهم…ليساعدك كل ذلك على اختيار التخصص الأنسب والأفضل.
?ولأنني أعلم أنك تدرك كل هذا،لأن عقلك أكبر من عمرك بكثير،ولأنك تملك من الوعي والفطنة والذكاء ما يمكنك من الاعتماد على نفسك،ويجعلك غنيا عني، فأنا ـ كما قلت لك ـ لن أنصحك بضرورة الاهتمام بدراستك،ولن أنبهك إلى الحرص على اختيار تخصصك،بل أترك كل ذلك لك،وأنا على ثقة ويقين أنك كما رفعت رأسي في مرحلتك الثانوية،سترفعه في دراستك الجامعية،وفي ما بعدها من الدراسات العلمية.
?شكرا لمدرسة الجفر الثانوية،اهتمامها بأبنائنا أثناء دراستهم,وإقامتها لهذا الحفل البهي البهيج لتخرجهم.
?شكرا لجميع أولياء أمور الطلاب اهتمامهم بأبنائهم.
?شكرا لأبنائنا الطلاب، ومبارك لهم نجاحهم وتميزهم وتفوقهم.
?شكرا لك يا عقيل
?شكرا لآدابك وأخلاقك.
?شكرا لفطنتك وذكائك.
?شكرا لتميزك وتفوقك ونجاحك.
?شكرا لأنك رفعت رأسي.
?شكرا لأنك ستحرص على أن تبقيه دائما مرفوعا.
?شكرا لأنك جعلتني، وستجعلني بك سعيدا ومعتزا وفخورا.
?أحبك كثيرا كثيرا يا عقيل.
?أبوك / علي محمد عساكر