يا أَبانا، الَّذي ما رآنا
أُنادِيكَ
مِن زَمَنِ السَّحْقِ، والحَرْقِ:
لو كُنتَ خَلَّفتَنا في الجِنانِ،
أَكانَت لـ(قابِيلَ) فِكرتُهُ، في الدِّماءِ؟!
وهَل سيُنادي هُنالكَ، (فِرعَونُ):
إِنِّي أَنا ربُّكُمْ؛
بِيَمِينيَ رِزقُ الرِّضا،
وبيُسرايَ للرَّافِضِينَ
سِياطُ عَذابْ؟
يا أَبانا، الَّذي لَم نَرَهْ،
كَيفَ جِئْتَ إِلى الأَرضِ؟
مِن أَيِّ دَربٍ هَبَطْتَ،
وأَيُّ المَراكِبِ قادَتْكَ،
بَينَ السَّحابْ؟
دُلَّنا؛ لِنَفِرَّ
إِلى ذَلكَ المَلجَأِ المُشتَهَى،
والمآبْ
ما تَبقَّى هُنا، مِن بَنِيكَ،
وُحُوشٌ تَدُبُّ عَلَى النَّومِ..
تَترُكُ في الفَجْرِ،
رُعبًا يُطارِدُ طَيرَ النَّهارِ،
ويَحتَلُّ أَعشاشَهُ في المساءِ
فأَينَ المَفرُّ،
وكلُّ الجِهاتِ ذِئَابْ؟
زادتِ الأَرضُ قُبحًا،
فَكيفَ لنايِ المُغَنِّي
يُراقِصُ هَذا الخَرابْ؟!
***