في ميادين حياتنا نسعى للتعرف على الأشياء والأماكن للترفيه أو زيادة المعلومة والثقافة، وفي خضم هذه المعارف نغفل عن التعرف عن أهم الأشياء لدينا، نغفل عن التعرف على ذواتنا وننشغل بأمور غير ذات قيمة عن تطويرها، فالله عز وجل حينما أوجد الإنسان جعل فيه النفس والروح والجسد واستقرار كل منها يؤدي إلى استقرار الآخر، والله سبحانه وتعالى عند خلق الإنسان وولادته وضع فيه ضمن تكوينه النبوغ والعبقرية والكفاءة والفاعلية، ويتوقف صقل تلك العطايا الربانية على الرعاية التي يتلقاها الإنسان وما تمده به أسرته من تربية، وبيئته من موجودات، ومجتمعه من رعاية.معرفة الإنسان حين بلوغه الرشد لذاته أمر مهم جدا، فهذه المعرفة تساعده على الأخذ بما يسهل عليه المسيرة في دروب التطور والتقدم
ويمكننا صياغة الذات قبل صناعتها وتطويرها وذلك بإعادة النفس إلى فطرتها السليمة، وإزاحة ما تراكم عليها من السلبية التي تعاني منها بسبب الجهل أو التأثر بالقدوات غير الصالحة في المجتمع المحيط بها. من ميزات السير في طريق التطوير والتحدي ومواجهة العقبات أننا نعيش وكأنها آخر لحظة في الحياة، ونعيشها كذلك بالأمل وبالحب وبالكفاح، ونقدّر قيمة الحياة التي نحن بهاؤها وجمالها، ونتخذ من الأمل مع العمل قاربا نخوض به في بحر الحياة ونبحر لنصل إلى شاطئ الأمان، مع استجابتنا لنداء الحق أن نفكر ونتدبر ونكتسب الخبرات وتنطلق من ذواتنا الإبداعات، نُعمل التفكير تلك القوة المتجددة لبقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم اليوم والغد، هذا التفكير الذي يجعلنا في نشاط عقلي مستمر له دوره المهم في تكوين شخصياتنا التي تعبر عن ما ينطوي تحتها من معارف ومهارات وأفعال وإبداعات، هذا التفكير الذي يمثل الأداة والمحرك، والقلب النابض للعملية التعليمية.
كاتبة سعودية
1 ping