تزوجت أم عبدالله شاب وهو طالب على مقاعد كلية الشريعة الإسلامية فسكنت معه في منزل والده لمدة خمس سنوات وبعد أن تخرج من الكلية إلتحق بالعمل في إحدى مدارس تبوك لمدة سنة واحدة ثم نقل إلى محافظة الأحساء مسقط رأسه وبعد برهة من الزمن إنتقلت ام عبدالله مع زوجها في شقة مستقلة بالإيجار .. كان زوجها الرجل والزوج المثالي والأب الحنون حداً على تعبيرها ومع طفرة الإكتتاب عـزم أبوعبدالله خوض هذه التجربة سعياً لحياة أفضل ومن هنا بدأت معاناة أم عبدالله التي تسكن في بلدة الشعبة إحدى بلدات محافظة الأحساء الشهيرة .
فأنتابها شعور بالخوف والرهبة وضياع المستقبل لدخول زوجها معترك الإكتتاب فأشترى الكثير من الأسهم من مختلف الشركات ووقع ما كان في الحسبان فخسر كل ما يملك من الأسهم !
تقول أم عبدالله ودموعها على خديها : تغيرت حياتي وحياة أبنائي الأربعة من تلك اللحظة وكانت تأتيني إتصالات تهديد بالقتل وخطف إبني الأكبر
حينها قرر أن يسافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ليكمل مشروع لديه هناك وليتابع قضيته وليرجع لكل ذي حق حقه من المال . وتعرض لحالة نصب من شريكه ” عراقي الجنسية” وأكمل ما تبقى ! ثم إسجن زوجي في الإمارات لمدة ست سنوات ولم نستطع زيارته أو الإتصال به طوال تلك الفترة فكنت أنا المعيلة لنفسي ولإبنائـي وكلي أمل أن يعود ذلك الزوج الحنون
ووتتابع أم عبدالله حديثها الخاص لـ/ صحيفة جواثا الإلكترونية بقولها : وبعد الإفـراج عنه ذهبت مع أهله وأبناءه لدولة الإمارات لرؤيته والإطمئنان عليه وهنا الطامة الكبرى من معلم الدراسات الإسلامية ! لقد تلقينا الإتصال منه بقوله :”انا لن أعود للسعودية”
سألته لماذا ؟ فقال : العيش في الإمارات أفضل بكثير وإنفتاح وسوف أعمل وأجني مالا وأكون نفسي من جديد – وبائت جميع محاولاتي بالفشل فرجعنا خائبين وكلنا ألم وحسرة, ومن ذلك اليوم لم يسأل ويطمئن على أبناءه الأربعة منذ ثمان سنوات ولا يعلم بحالهم من المأكل والمشرب والملبس .
وتستطرد أم عبدالله قضيتها وقالت : سأت حالتي النفسية والمادية ولم أر لي سبيلا سوى أن أرفع دعوى فسخ نكاح وتوجهت إلى المحكمة بذلك الأمر – فأصبح كل همي وتفكيري توفير لقمة العيش لإبنائي وحياة كريمة وأن لا يشعروا بالحاجة والذل والمهان فبحثت عن وظيفة وفعلا ولله الحمد توظفت في إحدى الشركات براتب (3000) ريال لكنها في ظل الظروف الصعبة وإرتفاع متطلبات المعيشة لا تفى بأدنى إحتياجاتنا من متطلبات المدارس والإيجار وفواتير الماء والكهرباء .
وتضيف أم عبدالله : أنني أعاني من مرض تكسر الدم المنجلي وهذا ما يمنعني أن أزيد ساعات العمل أو البحث عن عمل إضافي في الفترة المسائية .
وحدها الدموع كانت تجري على وجه أم عبدالله وهي تشكو لـ/صحيفة جواثا الإلكترونية عن أحوالها المعطوبة وتمد يديها الفارغتين وهي تتحدث بألم وحسرة وتناشد أهل الخير والعطاء والمسؤلين سد حاجتها مع أبنائها الأربعة .فتراكمت عليها مطالبهم وأثقلت كاهلها وهم مهددين بالطرد والتشرد .
الصحيفة : تحتفظ بعنوان ورقم أم عبدالله