
الصداقة مشاعر أخوية سامية تتميز بالدفء والتفاهم والإنسجام التام بين الصديقين. للأسف أصبحت الصداقة في زمننا الراهن كأسطورة نحكيها ونتحدث عنها لكن ليس لها وجود!
لقد أولى امير المؤمنين (ع) موضوع الصداقة قدراً من الإهتمام وله في ذلك اقوال عديدة ترسم لنا خطوط عريضة وواضحة لأسس نجاح علاقة الصداقة الحقّة، سنتناول منها اثنان فقط لتضمنهما فكرة مهمة يجب الإلتفات لها وقد وقع فيها الكثيرين لعدم وجود الأرضية الصلبة لعلاقتهم:
(احذر عدوك مرة ومن صديقك الف مرة لعله أدرى بالمضرة) (ابذل لصديقك كل المودة، وﻻ تبذل له كل الطمأنينة واعطه المواساة، وﻻ تفض إليه بكل اﻷسرار) سجع الحمام في حكم الإمام علي (ع) هناك خلط و إلتباس بين المودة والثقة وذلك عند التعاطي مع اﻻصدقاء والأصحاب بحيث يظن البعض منهم أنه طالما هناك مودة بينه وبين بعض أصحابه ﻻ بأس من رفع الأستار وكشف الأسرار! وربما على مدى أوسع إلى درجة فتح أﻻبواب، والسماح لهم بالإياب والذهاب حتى لو كان رب اﻻسرة في غياب، حينها تكون الطامة الكبرى عندما يرى أن سره قد ذيع أو ستره قد هتك فيصرخ الدنيا ليس لها أمان، فالصاحب قد خان، وأنه قد طعن في الظهر فيا له من قهر، فيعض على بنان الندم ويشعر بأيما ألم ويشتكي من غير الزمان وتبدل اﻻخوان.
لذا علينا أن ﻻ نخلط بين أن نبذل كل الود والتقدير والمواساة للزملاء واﻻصدقاء ولكن من الخطأ أن نهبهم ذات المقدار من الثقة والإطمئنان فنصبح على مافعلنا نادمين.