فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ 9 سورة الضحى …اليتيم منكسر القلب مُحطَّم المشاعر نظير فقده لأباه الراعي له والمعيل والمدبر لشئونه والمنظم لحياته ، ومن يرى فيه المثل الأعلى فعلاً وقولاً ، لذا أوجب الله الإحسان إليه والشفقة عليه والرحمة به ، وشدّد على عدم بخسه حقه وعدم إهانته وقهره لا بالكلام الجارح ولا بالضرب ولا بأكل حقوقه ..
العاقل هو من يراقب الله في تعامله مع اليتيم وإحسانه إليه راجياً بذلك رضا الله ولو بالمسح على رأسه ، لأنه بعفله البسيط هذا يزرع الثقة في نفس اليتيم ويقذف الطمأنينة في قلبه ..
ما أروع ذلك الإنسان الذي تجلت إنسانيته في رعايته لليتم وكفالته له في تدبير شئونه ومساعدته على نسيان مصيبة موت والده وعونه على الخروج من دوامةٍ طوقت نفسه بفقد أبيه ..
لقد حدثنا التأريخ عن شخصية عظيمة أبت إلا أن تكون للأيتام أبا شفيقاً وراعياً رحيماً ، أنساهم يتمهم وزرع الثقفة في نفوسهم وساعدهم على أن يكونوا سواعد بناء للقِيَم والأخلاق ودفعهم للإنخراط في خضم هذه الحياة بإيمان راسخ وقلب مطمئن ونفس واثقة بالله ..
نعم لقد كان أمير المؤمنين علي عليه السلام مثالاً يُحتذى به في تعامله مع الأيتام ، لذا لم نسمع أن أحداً منهم شعر باليتم بفقده لآبيه كما شعروا باليتم حينما جاءه شهادته عليه السلام على يد أشقى الأشقياء من الأولين والآخرين ..
قال علي عليه السلام: ما تأوهتُ لشيء مثلما تأوهتُ لليتيم في الصغر ، على العاقل منَّا أن يتأسى بمولانا علي عليه السلام في تعامله مع الأيتام وليكن عليهم مشفقاً ولأمواهم حافظاً لا أن يفتخربأكله لأموالهم ويتباهى بإهانته لهم وتحطيمه لمشاعرهم وكسره لقلوبهم وعليه أن يراعي الله في مال اليتيم فلا يأكل منه ما يستعر ناراً في بطنه يشعر بأليم عذابها في الدنيا قبل الآخرة .