
سأتوقف لدقائق حداداً على روح السيدة الجليلة والمرأة العظيمة التي طابت لها الحياة في بيت أمير المؤمنين عليه السلام فزينتها بثلاثة نجوم وقمر أبت إلا أن تأفل أنوارهم فداءاً لإمام زمانهم الحسين بن علي عليه وعليها وعليهم السلام ، أطعمتهم الشجاعة وسقتهم إنكار الذات وطيبتهم بالخنوع والخضوع لأولاد الزهراء البتول عليها السلام ، ولما أراد الله لإمام زمانها النهوض لإحياء شعائر الله التي أراد حاكم بني أمية أن تندثر والمحافظة على مبادئ الدين التي أراد يزيد أن تضيع والإبقاء على إقامة الصلاة التي أرادها الفاسق الفاجر أن تُنسى ، وحينما لاحت علائم الحرب على بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قذفت فلذات أكبادها في لهوات الحرب بعد أن اطمأنت على أنهم سيكونون لإمام زمانهم خير المواسين وأعظم المفدين ، فقدمتهم قرابين في سبيل الله وحماةً لدين الله ودفاعاً عن خير عباد الله في ذلك الزمان ..
نعم: إني لأقف هذه الدقائق من هذا اليوم لأملأها بدموع الأسى والحزن على رحيل إمرأة نذرت نفسها لخدمة الدين وقدمت أولادها فداءاً لسيد شباب أهل الجنة وإمام المسلمين الحسين بن علي عليهما السلام ، مبدياً التحية والإجلال لنفسها الطيبة والتبجيل والإحترام لمواقفها المشرفة ، تلك المواقف التي جعلت منها باباً إلى الله في قضاء الحاجات ونيل الطلبات وباباً إلى الله في غفران الذنوب ورحمة المعبود وباباً إلى الله في قبول الأعمال وصارت بتلك المواقف العظيمة للأسقام دواء وللضيق فرج وللشدة رخاء ..
نالت أم البنين عليها السلام بما قدمت عظيم المنزلة عند الله فأعطاها الله من الفضل ما جعلها قبلة المحتاجين فهنيئاً لها هذا الفضل العظيم وهنيئاً لمحبيها سعيهم إليها وتوسلهم بها فيما يرجون من الخير من الكريم الوهاب ..
عظم الله لكم الأجر أيها المؤمنون برحيل حليلة المرتضى وأم الأقمار الأربعة السيدة الجليلة (فاطمة ام البنين) عليها السلام ..