أهنئكم بهذا اليوم جميل أن يحتفل المرء في هذا اليوم ببركة وجود تلك الأم النبيلة التي أنجبته بعد شهور عانت فيها من الوهن ما جعلها تضعف وتستكين ورأت في إنجابها له سكرات الموت والتي كادت أن تأخذ بحياتها لتُختم أيامها بالشهادة في سبيل أن يعيش ، ولما كتب الله لها عمراً جديداً نذرته في خدمته وسخرته لتربيته حتى إذا ما صار رجلاً تباهت به وافتخرت بما تقلده من منصب وإن كان ذلك المنصب بسيط ولما وفق وأنجب وصار أباً لم تتركه بل حاطته ببركة دعائها وأسعدته برقة مشاعرها وحينما احتاجت إليه وجدته لها باراً وبها محسناً رداً لشيء يسير من الجميل الذي حمَّلته إياه بكرم نفسها ورقة مشاعرها وعظيم حنانها ونبض حبها له ..
الأجمل أن يتذكر المرء في يوم الأم هذا والذي جاء قريباً من مناسبة تعتصر الفؤاد لأمٍ ربت أولادها على إنكار الذات وعلمتهم الذود عن دين الله والتضحية بالنفس والنفيس فداءاً لإمام زمانهم وولي نعمتهم ومن جعله الله أولى بهم من أنفسهم فطابت لهم الشهادة في سبيل الله وإعلاءاً لكلمة الله وحفاظاً على تلك النفس التي رأت في الحياة مع الظالمين برماً والموت في سبيل الله حياة
لاتنسوا أحبتي وأنتم تحتفلون بيوم الأم السيدة (أم البنين) فهي أسوة لأمهاتنا وهي التي علمتهن كيف يربين أولادهن على تقوى الله وإنكار الذات في سبيل ولي الله ..
أهنئكم بهذا اليوم الذي فيه أفرحتم أمهاتكم بهداياكم وبسمة محياكم وبشاشة وجوهكم وأعزيكم برحيل تلك الأم العظيمة والسيدة الجليلة أم العباس وأخوته الميامين عليها وعليهم صلوات الله وسلامه .