
أكدت المدربة الأستاذة رجاء البوعلي على قيمة مناقشة الحقائق مع الأبناء المراهقين والشباب واعتبرت أن المواجهة الفكرية واشباع الفضول المعرفي مصدر قوة يزيد من أهلية المراهق وقدرته على تخطي مرحلة التذبذب والصراع التي يخضع لها بطبيعة المرحلة العمرية لاسيما في عالم مُتغير. جاء ذلك في سياق تقديم محاور الدورة التدريبية “المراهقة في عالم متغير”والتي قدمتها البوعلي في معهد البصائر النسائي للتدريب بالأحساء يومي الجمعة والسبت الماضيين والتي أستهدفت فيها المربيات والمهتمات بشريحة المراهقين والشباب في المجتمع.
وناقشت البوعلي أساليب التربية الحديثة الملائمة لمرحلة المراهقة في واقع متغير، بشكلٍ ملائم لمظاهر النمو النفسي الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي التي يمر بها المراهق وقد شددت على أهمية تنشيط الحوار في عملية التربية والتواصل مع المراهقين والشباب وتأصيل المفاهيم والأفكار والمبادىء والقيم مُعتبرة أن وسائل التواصل الاجتماعي تمارس أشكالا متنوعة من الحوار المقروء والمسموع والمرئي، ما يتطلب من المربين تكثيف طاقة الحوار البناء مع الأجيال الناشئة.
وفي سياق عدد من الأسئلة التي طرحتها المتدربات حول بعض الممارسات “المتمردة” الصادرة من المراهقين اعتبرت البوعلي أن بعض الممارسات العنيفة تكون نتيجة للتعامل العنيف والغير تربوي الذي يتلقاه المراهق في المدرسة أو البيت أو مع الأصدقاء. وشددت البوعلي على ضرورة التأكد من أساليب التعامل المدرسي والتي تصدر من المعلمين والمعلمات باعتبار المدرسة المؤسسة التربوية الثانية بعد المنزل. ولفتت البوعلي انتباه المتدربات إلى ضرورة البحث خلف أسباب التنمر لدى المراهق ومتابعة الحالة مع المدرسة. فقد يكون المراهق ضحية معاملة خاطئة تعمل على تأجيج الانفعالات والغضب لديه وتزيد من نسبة سلوكه العدواني.
وفي إشارة لافتة؛ طرحت احدى المتدربات حالة المراهق المثقف، وصعوبة التعامل معه، بينما أثنت الأستاذة البوعلي على وجود مراهقين مثقفين وعشاق للمعرفة والبحث، واعتبرت ذلك نبوءة إبداع ونجاح وشرف وتحول قادم، فشددت على أهمية الاعتناء بهذا النوع من المراهقين والذي عادة ما يكون مهتم بالكتب والشخصيات الأكبر سننا منه، باعتباره نموذجا مختلفا قد يكون قائدا مؤثرا، ما يلزم مراعاته ومساندته ومشاركته السير المعرفي والفكري، حيث رأت أن بوابة الثقافة – في الغالب – تؤدي إلى طريقين، والتحدي يكمن في الانضباط على المسار السليم من جهة أخرى، اعتبرت ان الضبط المفرط وتقييد حرية المراهق ونزعته النفسية نحو الاستقلال وتكوين الشخصية له عواقبه السلبية في عرقلة فهم المراهق للواقع من حوله وفرصة التعلم المباشر بالتجربة أو الحوار مع الأصدقاء
كما حذرت من فسح المجال الكامل للمراهق للممارسات الغير مبررة، ودعت إلى توجيه المراهق إلى التفكير الناقد والمتعمق في الممارسات الطارئة، ذلك لصناعة وعي خلف الممارسة. مشيرة الى اعتماد القوانين المنزلية، تأسيسا لجيلا منضبطا معتادا على احترام القوانين والانظمة ما ينعكس على الشخصية للمراهق. وفي الختام، اثنت المتدربات من المربيات الأمهات والناشطات في قضايا المراهقين والشباب على جودة المادة وإلمام المدربة وتمكنها من فهم واقع المراهقين والشباب، وفي أجواء فريدة وعدت متدربات بالبدء في التطبيق للأفكار المعروضة أثناء التدريب، واعتبار “أبنائهن” مشاريعا لا تحتمل التأجيل.