
حوار – أحمد العطافي
طاقة نسائية شابة عبرت عن أفكارها وآرائها بكتابة المقالات الصحفية الأسبوعية وإقامة الأنشطة والندوات والبرامج التدريبية كما خصصت جزءا كبيرا من عطاءها الاجتماعي للجلسات الحوارية مع الشابات- حاصلة على بكالوريوس في اللغة الانجليزية ودبلوم في الأرشاد الأُسَري ومُدربة معتمدة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني- قدمت العديد من الدورات التدريبية محليا وشاركت في برامج محلية ودولية متعلقة بالشباب والمرأة عُرفت بأفكارها التجديدية الخلاقة وطاقتها الايجابية إنها الناشطة الإجتماعية والكاتبة الزميلة الأستاذ رجاء البوعلي – صحيفة جواثا الإلكترونية إلتقت بها فكان الحوار التالي :
كيف تكون هذا الاهتمام؟
أولاً أشكركم على هذه الاستضافة أما عن الاهتمام بفئة الشباب فأعتقد أنه غرس بذوره من أيام دراستي الجامعية الفترة التي ايقظت حواسي لواقع المراهقة والشباب.
ما الذي وجدتيه في الجامعة لينهض بداخلك هذا الحس بالمسؤولية؟
عندما كنت طفلة كنت أظن أن الشابة في المرحلة الجامعية ناضجة ومسوؤلة ولكن عندما وصلت للسن نفسه تفاجأت بحجم الفراغ الذي تختزنه العقول الشابة الأمر الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على سلوكهن وشخصياتهن وبالرغم من نسبة التفوق والتحصيل الدراسي العالي ونسبة الذكاء التقني الالكتروني الاحترافي اليوم إلا أن مستوى التفكير في القضايا الانسانية والفكرية المتعلقة ببناء الشخصية للشابة وقبله مدارة مرحلة المراهقة لازال متدنيا جدا. وأخشى أن تتسع الفجوة أكثر.
ماذا تقصدين بالفجوة؟
أعتقد أن الفجوات المحتمل تفاقمها اليوم متعددة منها الفجوة بين جيل المربيين وجيل الأبناء وكذلك الفجوة بين التنظير الاخلاقي القيمي والتطبيق الفعلي لذلك بالإضافة إلى الفجوة بين الأصالة والمعاصرة. كل هذه الفجوات يعاني منها المجتمع ككل وتزداد وطئتها على الأفراد في مرحلة المراهقة والشباب
برأيك، هل يمكن تقريب هذه الفجوات؟
برأيي الخاص كل شيء ممكن. الأمر ليس مستحيلا كما يظن البعض انما هي تحديات تستوجب المواجهة الجادة والدعم الايجابي لتجاوزها وهذا ما يجب أن يؤمن به المُربي والمراهق والشاب.
ألآ ترين أنكِ ايجابية بإفراط ؟
أبدا انما علينا التركيز على التجارب الايجابية التي قُدمت كنماذج تربوية ناجحة فريدة، ومحاولة السعي لبلوغ الهدف فقد أكدت الدراسات أن أزمة المراهقة التي نلاحظها ليست أزمة بيولوجية فقط انما هي خليط من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المؤثرة على الفرد. وهذا ما يصنع تفاوتا كبيرا بين المراهقين والشباب أحيانا فلا يوجد نوع واحد من المراهقة انما أشكال متنوعة وكل منها له عوامل ومسببات وظروف.
من تجربتكِ الاجتماعية في التعامل مع المراهقين والشباب، ماهو مفتاح الدخول؟
الأبواب المؤدية للمراهقة الآمنة كثيرة وأعتقد أن مفتاحها الكبير هو الحوار.
بماذا تنصحين المراهق؟
بالتفكير قبل الإقدام والتدقيق في كل خطوة والإصرار على الانتصار على صراعات المرحلة وهذا لا يعني أنها مرحلة مخيفة، بل بالعكس هي مرحلة تحدي على جميع الأصعدة، والمراهق والشاب هو الأقدر على كسب التحدي، شريطة أن يؤمن بنفسه وقدرته على ذلك.
بماذا تنصحين المربي؟
أن يفهم مرحلة المراهقة بشكل عام، ويفهم ابنه المراهق بشكل خاص ويفهم الواقع المعاصر بشكل دقيق جدا وواقعي.
وماذا بعد ذلك .. هل ستتلاشى صراعات المراهقة و مشاكلها؟
الصراع في الحياة ككل قائم وباقي، وهو كذلك في حقل التربية، فالصراع لا ينفك عن الإنسان مهما كبر ولكن معرفة خصائص المرحلة وفهم الظروف المحيطة قد يخفف من العواقب السلبية وقد يعالج بعض الاشكالات ولكن مؤكد هناك حالات متمردة و عنيفة بعضها قد يُعالج وبعضها غير قابل للأصلاح، والواقع أمامنا يشهد انما لكل حالة ظروفها الخاصة وطبيعتها المختلفة.
حدثينا عن دورة “المراهقة في عالم متغير”التي ستُقدمينها في معهد البصائر للتدريب بعد أربعة أيام؟
ستُقام الدورة بمعدل عشر ساعات بواقع خمس ساعات تدريبية يومي الجمعة والسبت الأول والثالث من الشهر المقبل وستناقش محاور الدورة : مظاهر النمو بين البلوغ والمراهقة- احتياجات المراهق – العوامل المؤثرة في تكوين ميول المراهق- أبرز المشكلات في مرحلة المراهقة والكثير من المحاور الهامة
لماذا لا يحقق المربون أهدافهم التربوية؟
مخرجات الصدام مع المراهق والأهل هم السبب! وسنغوص في عمق المراهق ونفهم
كيف يفكر المراهق؟
تساؤلات المراهق الاستنكارية تجاه المربين؟! أساسيات التعامل مع أفكار المراهق المُقلقة
وهل يتحقق الأمن للمراهـق ؟
نعم ولكن بأهمية التوافق مع سلوكه والتوافق النفسي لديه وكذلك تأصيل معيار القيم العليا والمشاركة الأسرية في النهاية سنتمكن من معرفة كيفية بإدارة الوقت – تقدير الذات – مناقشة الحقائق – الوقاية- المراهقة في عالم متغير (توصيات)
ألا ترين أن تبنيك لهموم وتطلعات وقضايا الشباب يُحملك مسئولية كبيرة؟
أعتقد بأن الفرد مسؤول عن ذاته بالدرجة الأولى فالمسؤولية ليست قصرا على المربي بل حتى المراهق والشاب مسؤول هو الآخر ولكن هذه المسؤولية يجب غرسها في شخصية الفرد منذ الطفولة لأن استشعار المسؤولية يصنع الكفاءات القيادية ولكن التنصل منها يضاعف حالة الاتكالية والخمول والرتابة وبعد هذا استطيع أن أقول لك بأن المسؤولية التي استشعرها هي مسؤولية ايصال الرسالة الإنسانية ونشر الوعي في المجتمع فقط، وهذه هي مسؤوليتي مادمت أمتلك وقتا محسوبا من عمري، ولكن ما أن تطير الرسالة من حيزي الخاص فقد انتقلت المسؤولية للآخر وهو حر في تفعيلها أو تجميدها.
هناك تغريدة على حسابكِ في تويتر تقولين فيها “كُن معطاءا وقدر قيمة الحياة” ماذا تقصدين؟
بالعطاء نُربي الحُب ونزرع الأمل ونبني الإنسان ونتفوق على الأمم. وما قيمة عمر الإنسان من دون عطاء؟ فالعطاء يربي ويهذب ويرفع الإنسان.
كلمة أخيرة تودين قولها ؟
أشكرك على هذا اللقاء والشكر موصول لإدارة صحيفة “جواثا الإلكترونية” الصحيفة المتجددة على مدار الساعة والمتميزة بطاقمها الجميل الذي دائما يتحفنا بكل ما هو جديد وأنتظروني في دورة “المراهقة في عالم متغير” بمعهد البصائر للتدريب بالأحساء يومي الجمعة والسبت الثاني والثالث من الشهر المقبل .