الشاعـرة : حوراء الهميلي لـ جواثا
كان أبي يرتجل الشعر بسجيته ولم أتأثر بأحد ممن حولي
كل ما اعرفه إنني عاشقة للقلم ولطالما أسعدني دفء الورق وأطربتني خشخشته وحبر قلمي هو المتنفس لكل ما يجول بخاطري .. هكذا بدأت ضيفتنا حديثها معي فهي شخصية تتصف بسعة الإطلاع والجد والإجتهاد ووعيها الإجتماعي وأفكارها المنفتحة . فهي من أسرة علمية تهتم بالشعر والأدب فقد بدأت محاولاتها الشعرية في المرحلة المتوسطة والمحاولات الشعرية الجادة في المرحلة الثانوية وحصلت على المركز الثاني في الشعر العمودي على مستوى مدار محافظة الأحساء وهي مقاعد الصف الثاني ثانوي كما شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية في النادي الأدبي وغيره بالاضافة إلى مشاركاتها المتعدةة في المحافل الإجتماعية والأهلية – وترى بأن الشعر هو عبارة عن حالة وجدانية قدسية لدى الشاعر يستطيع من خلالها ترجمة أفكاره وأحاسيسه وصبها في ايقاع فريد وتعتبر بأن الإبداع الشعري هو قدرة الشاعر على صياغة معنى مبتكر جديد سلس غير متكلف وتكتب القصيدة العامودية في مواضيع متعددة إنها الشاعرة المتألقة :حوراء علي الهميلي
صحيفة “ جواثا الإلكترونية ” إلتقت بالشاعرة واجرت الحوار التالي :
متى بدأت بكتابة الشعر ؟
بدأت في كتابة الشعر في سن الخامسة عشرفي المرحلة الثانوية بدأ الشعر يستقيم ويتموسق في أذني وانقطعت بعد الثانوية عن الشعر خمس سنوات لكن
فعدت له لأنه الشعر يجري في دم الشاعر مهما تفلت منه وقاطعة فهو يباغته كالطفل المدله الذي يحن لحضن أمه لذلك لم أتمكن من التنصل منه.
بمن تأثرتِ ومن شجعك؟!
باعتبار أني من عائلة تهتم بالشعر والأدب عموما فالوالد-رحمه الله- كما قيل لي أنه كان يرتجل الشعر بسجيته ولغته البسيطة وكذلك أخي عبدالله الذي يكبرني سناً أيضا شاعر فلابد أن أتأثر بهذا الجو الأدبي أما التأثر بعينه لم أتأثر بأحد ممن حولي تأثرا خاصاً فأنا وعبدالله رغم أننا في مضمار واحد لكن كل منا سلك طريقه الخاص ولكل منا توجهاته الشعرية ومواضيعه المطروقة وأسلوبه الخاص ولغته ومنحاه الذي يميزه قلباً وقالباً أما بخصوص التشجيع فقد لقيت تشجيعاً كبيراً من معلماتي ومدرستي ولا أنسى دور عائلتي وصديقاتي ومن يحيط بي
مارؤيتك وتعريفك للشعر ؟
الشعر هو الحالة الوجدانية الأمثل والملكة التي يتلبسها الشاعر وتتلبسه ويتجرد بروحه من عالم الماديات إلى عالم يخلق تفاصيله بنفسه-يحلق عالياً، يبحر ،يرقص، يسافر، يحب، يفرح ،يبكي يصرخ..باختصار يخلق عالمه ويأنسنه كيفما يشاء
هل للشعر الطابع الذكوري ؟؟
ربما يطغى على الشعر الطابع واللون الذكوري العام لكن يجب علينا أن لانبخس حق الشواعر اللاتي ربما لم ينلن نصيبهن من التبني والتوجيه والتقويم وكذلك الإعلام والظهور والأسباب كثيرة ربما لأسباب تتعلق بالمجتمع ذاته ونظرته القاصرة للمرأة ومكانتها وأهمية احتواء ابداعاتها ومواهبها وتنميتهاأولأسباب العرف والعادات والتقاليد.
هل أصبحت الشاعرة تصف مصاف الشعراء وتنافسهم مستوى وأداء؟
نعم الشاعرة أصبحت تزاحم الشعراء وتنافسهم حتى على المراكز الأولى في المسابقات المحلية والدولية
لماذا في مجتمعنا الأحسائي لايكاد الصوت الأنثوي للشعر يظهر بالرغم من وجود شعراء كثر مبدعين وواحة الأحساء هي بيئة أدبية بامتياز؟!
مجتمعنا الأحسائي بصراحة لاتنقصه مقومات الإبداع أو الموهبة ، لكن ربما أغفل دور الإهتمام بالأقلام الأنثوية قليلا فتوجد في الساحة شاعرات مبتدئات وكاتبات موهوبات لكنلاتوجد مراكز تأهيلة تأسيسة أو دورات أو ورش تعليمية تقوم وتوجه وتشجع الشاعرات وتمسك بأيديهن نحو طريق التقدم هنا حقيقة إذا لم تنهض الشاعرة بنفسها وتكون لها توجهها الخاص فلاتستجدي من يمد لها يد العونمجتمعنا للأسف يبقى ذكورياً شرقياً وإن نفى ذلك فالشاعر المبتدئ يتبناه كبار الشعراء في جلساتهم الأسبوعية أو لقاءاتهم الشهرية أماسي كثيرة تعقدبينما في الجانب الأنثوي لانجد هذه الميزة حتى أنني صرت كما الكثيرات أتقصى وأبحث عن أي شاعرة أحسائية يتيح لي القدر معرفتها أو القراءة لها أو حتى معرفة اسم جديد يضاف لقائمة الشاعرات الهجريات .
ما هي العوائق التي تواجهها الشاعرة ؟
القيود التي تفرضها على نفسها :التردد وخوف الفشل
والخوف من النقد وغيرهاأوقيود يفرضها عليها المجتمع كما تقدم ذكره.
هل حوراء قادرة على تأنيث الشعر ؟
أتمنى أن أضفي لوناً أنثوياً مميزاً ونكهة معتقة بأديم هذه الأرض الطاهرة ، أن أؤدي رسالتي بأكمل وجه
وأن أوصل صوت الشاعرة الأحسائية الحرة خارج الحدود والأطر الضيقة .
يقال بأن الزواج يعيق المرأة عن التقدم في مشوارها الأدبي ما تعليقك ؟
الزواج بحد ذاته لايعيق لكن ربما زيادة المسؤوليات هي التي تسرق الأديبة من العالم الذي كانت تنفرد فيه لوحدها أثناء طقوس الكتابةولكن مع تنظيم الوقت ستجد أن هذه المسؤوليات ماهي إلا حوافز للتقدم والإصرار على المواصلة وتحقيق الذات فكم من قصيدة كُتبت أثناء ترتيب المنزل ومتابعة الأولاد أو حتى في المطبخ !على الأديبة أن لاتنعزل عن الكتابة بحجة عدم وجود جو مشجع للمواصلة والإستمرار ،نعم للزوج الدور الكبير في زرع شتائل الثقة والدعم في نفس زوجته الأديبة التي ستقفز قفزات عالية جراء دعمه لها لكن إن لم تجد هذا الجو الأدبي المُشجِّع
فلتخلقه لنفسها
1 ping