
انحسرت عنه كل زغاريد الفرح والانطلاق ..
متروكاً لعناكب الانتظار الموقوت بقنابل الفراغ العنقودية ..
لقد كان مترعاً بالأمل .. ندياً .. طروباً .. صدّاحاً ..
يعلّم الفرح كيف يتخمّر في النفوس والأرواح ..
يعلّم الأبجديات كيف تكون أغصاناً راقصة لطيور المواعيد ..
يعلّم الأيام أن تتندى على زهراته المتفتحة ..
فماله غاص في البعاد السحيقة ؟
ماله حطّم كل جسور الوصال ، وتنسّك الوحدة .. بذاكرة مثقوبة ؟
ماله انغرس انتظاراً رمادياً للمجهول المتوحش ؟
كان ألقا كنبض الحياة ..
لكنه الآن
طفق وارتمى للزوايا الحزينة ..
كطير يئن في عاصفة بعد أن هجّره أسرابه
كمجرى نهر فرغ من مائه
كعضو مبتور ، ينقّع في أنابيب طبية ..
أقبل عليه
هل هذا ( … ) ؟!
فمتى كان مغبراً ، لأمسح عنه بيدي الشاحبتين ؟!!
أتأمله ..
أحدق أكثر
أمسح عنه وأمسح
وأدوس خشخشة أوراقه اليابسة ..
أحدق .. وأحدق ..
وعيناي تتسعان دهشة وغرابة
فأينه ؟
أين (قلبي) ؟
هل افترسه الغبار ؟!!