ألف باء المسافر من اذربيجان

حوار - مفيد بوشفيع

العلي: تخطينا الحدود مشياً على الاقدام

والشوق والحنين يجذبني نحوها

نرحب بالقراء الكرام في برنامج “ألف باء المسافر “، والتي تنظمها الصحيفة الأكثر إنتشارا في الأحساء ” صحيفة جواثا الالكترونية ” وفي حلقة جديدة ورحلة جديدة ضمن حوارات مع المسافرين العرب ومع دولة جديدة . حيث سنتجول في حضارتها وثقافتها وتضاريسها ومعالمها السياحية والأثرية والفكرية، ومع جوال سفر جديد ورؤيته الذاتية لمفهوم السفر. فكونوا معنا.

من نافلة القول أن نقول: بأنه ليس متاح لكل فرد القدرة على اقتناص فرصة السفر وتنقله عبره من مكان إلى آخر حتى يكتشف خبايا تلك الأماكن والدول البعيدة منها أو القريبة ومن ثم تجربته الشخصية للعيش مع نظراء له في الخلق والآدمية ، ومعرفة عادات وطقوس قد تكون مختلفة وغريبة عنه أو لها أوجه تشابه له، أو يرغب بالاستمتاع بألحان وألوان الطبيعة الغناء وملامستها وتذوقها واستنشاق هواءها العليل.

ونحن من خلال برنامج ” ألف باء المسافر ” في صحيفتكم الاجمل ” جواثا الالكترونية” .

سنصور لكم صورة بانورامية دقيقة تأخذ بقلوبكم وأرواحكم إلى كل تلكم الأماكن.

ضيفنا في هذه الحلقة المسافر العربي / أبوزيد والذي سنسافر معه إلى جمهورية أذربيجان أو ما يطلق عليها ” بلاد النار” .

بداية نود أن تطلعنا على سيرتك الشخصية، وما هو نوع السفر الذي قمت به؟

الاسم: علي صالح العلي

مكان الاقامة : الأحساء – الرميلة أما نوع السفر فهو :سياحه شباب.

لقد سافرت إلى أذربيجان فما سبب اختيارك لهذه الوجهة تحديداً؟

السبب هو الشغف والفضول لإكتشاف دول الإتحاد السوفييتي السابق، ومعرفة العادات والناس هناك، ورؤية الطبيعة لهذه الدول وعلى وجه الخصوص جمهورية أذربيجان “بلاد النار”. و أيضاً حتى يُتاح لي ممارسة اللغة الروسية على أرض الواقع والتي يتحدثها الآذريين كلغة ثانية.

قد يتساءل البعض: لماذا أطلق على اذربيجان “بلاد النار “؟

رغم طبيعتها الساحرة يطلق عليها “بلاد النار ” وذلك نسبة الى شعار الدولة والذي تراه في كل مكان هناك. والشعار يعبر عن اشتعال الغاز والنفط المتدفق من الأرض في بعض المناطق.

هل تحتاج إلى فيزا لدخول هذه الدولة؟ وماهي تجربتك في استخراجها؟

نعم ، يتطلب الحصول على فيزا و مدتها تكون بحسب الحجز الفندقي لديك ؛ بمعنى لو قدمت حجزا لفندق لمدة ١٠ أيام فستكون فيزتك صالحة لعشرة أيام فقط. و مكان السفارة الأذرية هو في حي الورود في الرياض .

ما هي المعوقات التي واجهتها قبل وأثناء السفر؟

قبل السفر: كانت هناك متطلبات الفيزا الكثيرة مثل خطاب من جهة العمل مذكور فيه الراتب و بقية التفاصيل. أما في السفر : 1- غلاء البلد ، حيث يُمكنني مُقارنتها بدبي ، فالشعب الأذري يعيش في رفاهية. 2- عدم تفعيل واستعمال بطاقة الفيزا أو ماستر كارد في أذربيجان إلا نادر جدا.

3- رحلة المغادرة من أذربيجان مُتعبة؛ حيث ركبت ميكروباص متوجه إلى تبليسي عاصمة ” جورجيا” ، والتي استغرقت تسع ساعات في الطريق طوال الليل. و حين وصولت الحدود تم الطلب منا النزول لتدقيق الجوازات والحقائب و كان حينها وقت تغيير الشفت لموظفي الحدود، و قضينا وقتها حوالي ٤ ساعات . و في هذه الحدود يجب أن تدخل ماشياً على الأقدام و ليس بالسيارة . وقمنا بتخطي الحدود مشياً حتى دخلنا جورجيا .

فلنفتح نقاطا أخرى تهم كل سائح ويتوق إلى معرفتها وهي:

أ_ طقس أذربيجان ، وما أفضل وقت لزيارتها ؟

في الصيف تصل درجة الحرارة الى 46 درجة مئوية ، وفي الشتاء قد تصل درجة الحرارة المئوية إلى 33 تحت الصفر. و أفضل وقت لرؤية الطبيعة الساحرة هو في شهر مايو, إبريل , يونيو والتي لا تتجاوز درجة الحرارة 25. ب_ وماذا عن العملة الرسمية؟ العملة تُسمى (منات)، والمنات الواحد يُعادل 5 ريالات سعودي تقريباً.

ج_ الأمن؟ الأمن عالي و شديد جداً ،حيث ترى سيارات المرور في كل مكان و حتى الحدائق فيها حراسة مُشددة، و في الليل لايقل الحراس عن ٤ رجال بالسلاح و ذلك للحفاظ على الممتلكات العامة. و بشكل عام فالشوارع تكون شبه خاليه في المساء.

د_ والطعام في أذربيجان؟

الطعام الحلال متوفر في كل مكان و الطعام يشبه الأكلات التركية . والمحاشي من الأكلات الرئيسية حيث يسمونها ( دومة )، وورق العنب يتم حشوه باللحم بدل الرز بخلاف ما لدينا. ويشربون لبن مع الرز و نعناع مطحون. و أعتبر أن الشعب الأذري مُدمن على شرب الشاي – حيث توضع بداخله ربع ليمونه – وهو يُنتج محلياً عندهم.

هـ_ وماذا عن التنقلات؟ تُعتبر أذربيجان أرخص دولة في التنقل بالمترو ، لذلك أغلب السكان لا يستخدم السيارات. وقيمة الرحلة الواحدة بالمترو تعادل: نصف ريال سعودي . و كذلك يوجد باصات النقل الجماعية . و هناك سيارات الأجرة عند كل محطة مترو لنقل المسافرين. وسعر لتر البنزين هو 2.29 ريال سعودي.

و_ ما هي اللغة الرسمية ؟ وهل هناك لغات أخرى يتحدثون بها؟

لغتهم الرسمية هي الأذرية . و اللغة الثانية هي الروسية، والسبب أن الدولة كانت تابعة للإتحاد السوفييتي السابق . وهناك لغة ثالثة وهي التركية وذلك نتيجة التشابه الكبير بين لغتهم . واللغة الرابعة هي الإنجليزية؛ و التي بدأت في الإنتشار بين جيل الشباب الجامعي.

ز_ ماذا لفت نظرك فيها من حيث المجتمع والعادات ؟

التماسك الاجتماعي في أذربيجان كبير ، حيث يعيش في البيت الواحد الأب و الأم والأبناء مع الجد و الجدة. و يخرجون للتنزه بشكل شبه يومي، حتى أنك تُذهل من كثرة الناس في الحدائق في وسط الإسبوع. و برأيي أنه مُجتمع محافظ بغض النظر عن الإلتزام بالحجاب أم لا.

ما هي أجمل الاماكن التي يمكنك ان تصفها عن رحلتك ؟

أجمل اللحظات كانت في باكو وهي في بولفار ( الكورنيش )، حالما تذهب هناك ترى جمال الطبيعة و المياه و ركوب القوارب الخشبية للتجول.

كذلك زيارة “قرية قبلا ” وهي منطقة جبلية خضراء أو قطعة من الجمال . وقد عرضت الحكومة على قاطنيها السكن في منازل أخرى وتم إعادة ترميمها على الطراز القديم لجذب السواح.

اذكر ابرز الفعاليات والأنشطة هناك ؟

زيارة قصر الشاه الأذري السابق Şirvanşahlar sarayı إذ بداخله مقتنيات الشاه ، وهناك غرف النوم و المسجد و الحديقة و غرف الحراس.

زيارة البلدة القديمة شري شهر Icheri Sheher: وهذه البلدة القديمة محاطة حيث تقع داخل القلعة وهي مثل الحصن و يحوطها أسوار عالية.

زيارة متحف الفنون: وهو يحوي لوحات شهيرة مثل لوحات للفنان لينوناردو دافينشي و أعمال فنية أخرى.

مقبرة الشهداء: إذ تضم قتلى الحرب بين أذربيجان و أرمينيا على منطقة كاراباخ .

التجول في السيتي سنتر : ويحتوي على حدائق و مطاعم ومحلات تجارية و سيارات التاكسي.

مسجد بيبي هيبت : والذي يضم ضريح السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم .

أبراج الشعلة Alov Qüllələri: والتي تعتبر أطول ثلاث أبراج في باكو ، وتم تصميمها على شكل شعلة . و يبلغ طول الواحد منها ١٩٠ متر، وتم الإنتهاء منها في عام 2012 .

برج العذراء Giz Galasi : وبني في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين. و قد كان في بدايته برج مُراقبة إلا أن الملك في ذلك الحين أعطاه إلى ابنته العذراء و التي لم تتزوج ، إلى أن قامت إبنة الملك بالقفز من البرج إلى البحر بالأسفل فماتت وسمي بالعذراء.

التجول بالباخرة على الكورنيش.

زيارة بلدة قبلا السياحية Qəbələ

زيارة قبلا لاند وهي مدينة ألعاب ترفيهية.

السفارة السعودية في باكو وذلك لمعرفة الأنشطة و التعاون بين البلدين.

اذكر أبرز المواقف التي مررت بها في وجهتك؟

في الحقيقة كل لحظة في أذربيجان هي عبارة عن موقف أو قصة مثيرة، وسأذكر ثلاث مواقف رعاية للإختصار:

1_ وجدت رجل عجوز يقف على باب مقبرة الشهداء وعلمت أن وظيفته هي قراءة سورة ” يس ” على صاحب القبر و يستلم راتب من أهالي المتوفين لقاء ذلك!

2_ كذلك وجدت رجلا آخر في قصر الشاه الأذري يتجول بلباس مشابهة لثياب الشاه ويحصل على راتب شهري لذلك!

3_ من المواقف الطريفة التي مررت بها هو إتصال أحد الأصدقاء من السعودية يطلب مني مساعدته لإستقدام عاملة من أذربيجان .وبالفعل قمت بسؤال أحد الأصدقاء الأذريين فأجاب: هل تمزح؟! نحن نستقدم عاملات لمنازلنا وأنت ترغب بعاملة منزلية من أذربيجان؟ إن كان راتبها يفوق 4000 ريال فهي لا تكفي و لن تجد أحداً يقبل بذلك.

وهذا ما وجدناه حقا حيث أن الأهالي يعيشون في رفاهية أشبه لما يعيشه المواطن الخليجي وذلك لأنها دولة نفطية.

لو اتيحت لك الفرصة لزيارة وجهتك مرة أخرى، هل ستقوم بتكرارها؟ ولماذا؟

بالتأكيد سأعود. فالشوق والحنين يجذبني نحوها. سأعود إلى الذكريات الجميلة وإستكشاف أماكن أُخرى في بلاد النار.

اخيراً، قيم وجهتك أو صف انطباعك عن وجهتك هذه؟

تقييمي قد لايكون دقيق و هُناك بالطبع أماكن أكثر جمالاً و لكن لا يُمكن مُقارنة الشعب الأذري بغيره فهو مُوالي مُحب للعرب و المسلمين . و أخلاقهم إسلامية.

نصيحة أو كلمة أخيرة تود قولها للقراء الأعزاء؟

أذربيجان جنة لمن يستطيع الوصول إليها ورؤية وزيارة أماكن متفرقة فيها ، وأيضا سترى التنوع العرقي: الأذري ،التركي، الإيراني ،الروسي والأرميني.