[JUSTIFY]السنون تمر والرأس يشيب وملامح الوجه تتغير لكن ما لا يتغير هو قلب أمي النابض بحبي ومشاعرها التي لا تزال تفيض حنانا تجاهي – ها أنا ذا اليوم صرت أباً وزوجتُ بنتاً وغداً سأكون جداً لكني إذا ما كنت بجانب أمي أراني أمامها طفلاً صغير
نعم حينما أكون بجانب أمي لا أشعر بمرور السنين ولا يمر بخاطري أني رسيتُ بسفينة العمر على شاطئ الخمسين أبصر في وجهها فأراه متبتهجاً بقربي أمامها ولسان حالها يقول بني إجلس في حنضي ودعني أمسح على رأسك وأقص عليك الحكاية التي تتسترخي لها وتنام قرير عين ..أرى شفتيها تتمتم يشدني الفضول لأدنوا منها كي أسمع ماذا تقول وإذا بي أسمعها تناجي الله بهمسات وتدعوه بقلب خاشع “اللهم احفظ ولدي هذا واجعل له في كل خطوة سلامه وارزقه من حيث لايحتسب وأطل في عمره ومتعه بالعافية”
حينما أريد الإنصراف أرى ملامح وجهها قد تغيرت وأرى عينيها مغررتان بالدموع أسألها حبيبتي مادهاكِ تقول ولدي العزيز لِمَ تذهب ابقى معي كي أمتع ناظري بجمال وجودك يعزُّ علي أن تغيب عن عيني لحظة واحدة ، بني تعال واجلس ودع ما يشغلك عني فأنا أرى السعادة بقربك مني لا تتركني أرجوك
إذا ما حل بي بلاء لا يستقر لها قراراً ينقلب كانها وتتغير أحوالها وكأن البلاء الذي حل بي قد حلّض بها أما إذا ما رأتني هانئاً برغيد العيش تهنأ وتأنس وكأنها ملكت الدنيا برؤيتها لي سعيداً ..
ليس لي بعد أن بينت اليسير من دور وعظمة وعطف وحنان أمي الحبيبة إلا أن أقول أن أمي هي الماء الذي به أرتوي وأحيا وفي دعائها التوفيق والعافية والنجاح وهي الجنة ومن تحت أقدامها أشم عبيرها ، حفظها الله وأعانني على البر بها والإحسان إليها إنه سميع الدعاء ..
[/JUSTIFY]
بقلم / أحمد النجار
