[JUSTIFY]عرفنا أن المدعين لعلم الحروف يقولون أن كل إنسان يمثل عالما مستقلا،له مجموعته الكوكبية الخاصة به والتي تمثلها حروف اسمه،وكل حرف من هذه الحروف له كوكبه الذي يظهر في سماء مجموعته الكوكبية الخاصة به،وقد يكون بين هذه المجموعة الكوكبية توافق وتلاق أو تنافر وتباعد،وذلك حسب طبيعة تلك الحروف والمجموعة التي تنتمي إليها فهم يدعون معرفة مستقبل الإنسان،وما سيجري عليه،من خلال الأبراج السماوية،وهذا ما سنتحدث عنه،ونقوم بمناقشته،وذلك بعد أن نمهد له بما يلي.
الأبراج جمع برج،وهي تعني – في اللغة العربية – الشيء الظاهر،والبناء الكبير الضخم العظيم، وتطلق كلمة برج على القصور العالية،لظهورها وبروزها،كما يسمى البناء على سور البلد للدفاع عنها برجا.
والبروج هي مواضع الكواكب من السماء،كما في قوله تعالى (والسماء ذات البروج) وقوله عز وجل (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم)وقيل : أن كل برج من هذه البروج،يرمز لشهر من الشهور،ويستفاد منها، ويعتمد عليها،في حساب الشهور والأيام.
ثم ازداد اعتقاد الإنسان بها ،إلى حد أن اعتمد عليها في معرفة حظه ومستقبله ، لأنها ـ بزعمه ـ تحوي مستقبله وما سيجري عليه في حياته.وفي الاصطلاح :،الأبراج هي العلم بالأبراج ومواقعها،وأماكن تواجدها في السماء،ليكتشف مستقبل حياته،ويتعرف على حظه،وما سيحدث له من أمور حسنة أو سيئة.
الأبراج هي مجموعات نجمية،وهي ليست منحصرة في هذه الأبراج ألاثني عشر،التي يعتمد عليها المنجمون في قراءة طالع الإنسان وحظه،بل هي أكثر من ذلك بكثير، حتى قال بعض الفلكيين أنها تصل إلى حوالي ثمانية وثمانين برجا،وكل برج فيه مجموعة من الكواكب.
ولو عدنا إلى هذه الأبراج ألاثني عشر،التي يعتمد عليها المنجمون،لرأينا أن كل برج منها يحوي مجموعة من الكواكب،كما يؤكد ذلك علماء الفلك.
وقد أشار الشهيد الثاني في الجزء الخامس من اللمعة إلى ذلك،حين تحدث عن هذه الأبراج ألاثني عشر فكان مما قال:والذي يهمنا هو الإشارة إلى الصور الواقعة على منطقة البروج،التي هي المناط لدورة الشمس والقمر ومدارها،الأولى، خلال سنة أي 365 يوما وكسر،والثاني خلال شهر، أي 27 يوما و7 ساعات و 43 دقيقة.
ولكن حيث الشمس تتزحزح في هذه المدة عن مكانها الأول عند اقترانها مع القمر في أول الشهر القمري،فتتقدم شيئا قليلا، فلا بد للقمر أن يسير حتى يلتقي مع الشمس ثانية، لينتهي شهره كاملا،وبذلك يتم الشهر القمري في 29 يوما و 12 ساعة و44 دقيقة.وإليك التفصيل :
مدار وهمي مائل عن دائرة معدل النهار،أو عن المدار الاستوائي،نحوا من 5/23 درجة.
وقسموا هذا المدار إلى اثني عشر جزء،كل جزء برج،وخصصوا لكل فصل من الفصول الأربعة ثلاثة بروج :
الأول :
برج الحمل وفيه 13 كوكبا،والخارجة 5.
الثاني :
برج الثور وفيه 32 كوكبا،والخارجة 11.
الثالث :
برج الجوزاء،وفيه 18 كوكبا والخارجة 8.
الرابع :
برج السرطان، وفيه 9 كواكب،والخارجة 4.
الخامس :
برج الأسد،وفيه 27 كوكبا،والخارجة 8.
السادس :
برج السنبلة، وفيه 26 كوكبا،والخارجه 6.
السابع :
برج الميزان. وفيه 8 كواكب،والخارجة 9.
الثامن :
برج العقرب،و فيه 21 كوكبا،والخارجة 3.
التاسع :
برج القوس،وفيه 31 كوكبا.
العاشر :
برج الجدي وفيه 28 كوكبا.
الحادي عشر :
برج الدلو وفيه 42 كوكبا،والخارجة 3.
الثاني عشر :
برج الحوت، وفيه 34 كوكبا،والخارجة 4.)
الشيء المهم الذي يجب أن نلتفت إليه،ونتعرف عليه، لنفرق بين ما هو حق،وما هو باطل هو أن نعلم أن هناك فرقا كبيرا،بين علم النجوم،وبين التنجيم.فعلم النجوم من العلوم الفلكية العظيمة،التي تقوم على دراسة النجوم، ومعرفة مواقعها،وآثارها في الكون والحياة وما يترتب عليها من آثار عظيمة،ومهمة إلى أقصى درجات العظمة والأهمية.
وهو علم مقدس،يكشف عن جانب من جوانب عظمة الذات الإلهية المقدسة،وقد اهتم الإسلام كتابا وسنة بهذا العلم الجليل،كما هو واضح جدا من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة،الواردة عن النبي وآله المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،والتي تتحدث عن البروج والنجوم وآثارها وتأثيرها في هذا النظام الكوني العظيم.
كما أن هناك مجموعة من الروايات والأحاديث، تتحدث عن بعض المستحبات والمكروهات المتعلقة بالنجوم ومواقعها ،كما هو الحال في بعض الأحاديث المتعلقة بالعقد والجماع والسفر…وتربطها بمواقع النجوم،وإن كان بعض العلماء ـ كالسيد الطباطبائي وغيره ـ يحملون هذه الأحاديث على التقية،أو مقارنة الطيرة العامة،أو التفاؤل والتشاؤم…مما يعني أنهم لم يفهموا من هذه الأحاديث،أنها تدل على تأثير النجوم،وأنها علة فاعلة مؤثرة في حياتنا سلبا وإيجابا…أضف إلى ذلك أنها معارضة بأخبار أخرى كثيرة،تدل على عدم تأثير الأبراج والنجوم،وتنهى نهيا شديدا ومؤكدا عن التنجيم والاعتقاد به.
المهم الآن هو أن نفهم أن هناك فرقا كبيرا بين علم النجوم وبين التنجيم.فعلم النجوم هو كما شرحناه اختصارا،ولا إشكال لنا فيه،وإنما إشكالنا على التنجيم،الذي يقوم على قراءة الطالع والحظ،وربط مصير الإنسان وما سيجري عليه من خير أو شر،ببرجه الذي ولد فيه ،واسمه الذي تسمى به.
فالمنجمون يربطون حياة الإنسان بهذه الأبراج ربطا كاملا،وبيزعمون أنهم يعرفون كل ما جرى على الإنسان،أو سيجري عليه في حياته الحاضرة والمستقبلية،من خير أو شر،ومن سعادة أوشقاء، أو شدة أو رخاء…من خلالها،وعن طريقها.
بل ربما وصل الزعم عندهم أو عند البعض منهم إلى حد أنهم قالوا أن هذه الأبراج،ليست فقط مجرد أجرام سماوية،بل هي حية وعاقلة وشارعة،كما أنها هي العلة الفاعلة والمؤثرة في حياة الإنسان على سبيل الاستقلال،فمصيره مرتبط بها ارتباطا كاملا، سواء على المستوى الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي…بل وحتى على مستوى الصحة والمرض في النفس والبدن ،فكما أن الأبراج هي الراسمة لحياة الإنسان، المحددة لمصيره،كذلك لها تأثيرها في بدنه من حيث الصحة والمرض.
وكما يقول أحد المهتمين بهذا العلم في (عالم الأبراج) على الشبكة العنكبوتية :
(وقد تطور علم الفلك، وتوسع في المعلومات المتعلقة والمرتبطة بعلم الأبراج،إذ أصبحت الأبراج وعلمها محل اهتمام الكثير من فئات المجتمع،وأصبح الكثير يؤمن ويصدق هذا العلم،تصديق أعمى. وأصبحوا يسيرون حسب منهجه وأسلوبه،وارتبطت الأبراج ارتباطا عميقا بحياة الإنسان الشخصية والاجتماعية،وما إلى ذلك.لذلك فقد جعل الإنسان البرج هو دليل لحياته،فقد أصبح يقرأ برجه،ويعمل على ما يشير إليه.
وارتبط هذا العلم العظيم أيضا،بجسم الإنسان نفسه، إذ أن لكل برج من الأبراج علاقة وطيدة مع أعضاء جسم الإنسان.فمثلا : برج الجوزاء يسيطر على عظام الرقبة والذراعين،وكذلك أمراض الرئة والصدر.فمن هذا وذاك،فقد ازدادت حاجة الإنسان إلى الأبراج، وازداد هذا العلم بالتبلور والتطور،حتى أصبح من أهم العلوم المتواجدة اليوم ،أمام رؤية الإنسان)
ويقوم المنجمون بدراسة حياة الإنسان،ومحاولة التعرف على حياته،و سيحدث له،وما سيجري عليه،من خير وشر،وما سيصيبه من سعد ونحس، في حاضره ومستقبله عن طريق الأبراج اعتمادا على الاسم،وتاريخ الميلاد،إذ يعتمد المنجم في دراسته الاستطلاعية الاستكشافية، على (الخريطة السماوية) التي تمكنه ـ حسب الزعم ـ من معرفة كل الأحداث السنوية والشهرية واليومية،المتعلقة بحياة الإنسان.
وفي أكثر الأحيان يقسم المنجم التنبؤات التي يقوم بها إلى عدة أقسام، ويجعلها مكونة من عدة فقرات،ليخصص كل فقرة فيه،لجانب معين من جوانب حياة الإنسان،ففقرة للحب والعواطف،وفقرة للحالة الاقتصادية والمعيشية، وأخرى للأحداث خيرها وشرها…وهكذا.
عدد الأبراج وأنواعها
وكما قلنا قبل قليل : فإن عدد هذه الأبراج التي يتم الاعتماد عليها في قراءة الحظ،ومعرفة ما سيجري على الإنسان،هو اثنا عشر برجا،مقسمة إلى أربعة أقسام،لكل قسم طبيعته الخاصة به،وآثاره المترتبة عليه،وذلك على النحو التالي :
الأبراج النارية،وهي : الأسد والقوس والحمل.
وحروف أسماء برج الأسد هي :
ب – ج – ز – س – ش – ص – ع – ف – م – و
وحروف أسماء برج القوس هي :
ت – ح – د – ر – غ – ق – ك – ل – ن – هـ
وحروف أسماء برج الحمل، هي :
أ – ب – ت – د – ش – ض – ظ – ع – ف – ك – ل
ويدعون أن هذه الأبراج، إنما سميت بهذا الاسم،لأن صفات صاحب هذا البرج مثل صفات النار ،ولهذا فإن من يولد في هذه الأبراج،يكون مبدعا متسلطا حساسا شجاعا عدائيا…
الأبراج الهوائية،وهي الجوزاء والميزان والدلو.
وحروف أسماء برج الجوزاء هي
: أ – ت – ث – ح – د – ع – ك – ن – هـ – ي
وحروف أسماء برج الميزان هي :
ب – ر – س – ش – ص – غ – ف – ل – م – و
وحروف أسماء برج الدلو، هي :
أ – ر – ز – ج – خ – ط – ع – ف – م – هـ
ويتميز صاحب هذه الأبراج، بحب الإطلاع،والثقافة الكبيرة،وعمق التفكير، وكثرة الكلام،والميل إلى تكوين العلاقات الاجتماعية…
الأبراج الترابية،وهي الثور والعذراء والجدي.
وحروف أسماء برج الثور، هي :
ب – ج – خ – ر – ز – س – ط – م – ن – و
وحروف أسماء برج العذراء ،هي :
أ – د – س – ط – ظ – ع – ف – م – ن – و
وحروف أسماء برج الجدي، هي :
ب – ج – ح – خ – ر – ش – ك – ل – هـ – ي
ومن خصائص مواليد هذه الأبراج اختلافهم عن الآخرين بالشخصية المتناقضة في صفاتها الجامعة للسلبيات والإيجابيات معا،فهي شخصية صلبة وهادئة، وثابتة في التفكير من جهة ،كما أنها عنيدة ومستبدة، ومتمسكة بمبادئها،من جهة أخر.
الأبراج المائية وهي الحوت والسرطان والعقرب.
وحروف أسماء برج الحوت، هي :
أ – ب – خ – ز – ش – ط – ع – ك – م – و
وحروف أسماء برج السرطان،هي :
ب – ت – ج – ذ – غ – ف – ل – ن – هـ – ي
وحروف أسماء برج العقرب،هي :
أ – ح – ر – ز – س – ص – ع – ق – م – و
ومواليد هذه الأبراج، يأخذون الصفات المائية الجميلة،كالهدوء والعاطفة والتضحية والوفاء ومساعدة الآخرين…وكما أن لكل برج من هذه الأبراج حروف الأسماء الخاصة به،كذلك له الأسماء المرتبطة به،التي بينها وبينه علاقة خاصة،مما يعني ضرورة تسمية المولود بالاسم المناسب للبرج الذي ولد فيه،ليكون ذلك مناسبا له.
إن علم النجوم،هو نوع من أنواع العلوم الفلكية،يقوم على دراسة النجوم، ومعرفة مواقعها،وآثارها وتأثيرها في الموجودات السفلية وهو علم رائع وجميل،ومهم وعظيم.
أما التنجيم،فهو قراءة طالع الإنسان وحظه،وربط مصيره وحياته الحاضرة والمستقبلية بها،واعتبارها علة”مستقلة في التأثير على الإنسان ولذلك فهم يربطون سعادة الإنسان وشقائه،وشدته ورخائه،وفقره وغنائه، واستمرار العلاقة الزوجية وعدمها…وتقريبا كل شيء يتعلق بالإنسان ومصيره، بحروف اسمه،وبرج ولادته.وهذا هو الذي نختلف فيه كل الاختلاف مع من يدعونه،وهو ما سنناقشه في ما يأتي من صفحات.
[/JUSTIFY]
الشيخ / علي محمد عساكر.