قصيدة – مردوك الشامي
وموطني التـــــــربُ لمّـا تربك الشـهبُ
مثلي كمثلِ جميــــــعِ الناسِ وجهتـــهمْ
دربُ الضياعِ ، وغــــثُّ القولِ ،والعطبُ
ابـــنُ التفاهاتِ، مشـــــــــــلولٌ ومرتهنٌ
من كــــــــــــلِّ داشرةٍ، في كفّـها حطبُ.
آتيـــكِ في زمنٍ ، ما عــــاد متـــــــقدّاً
بأعــــذب البوحِ، بالإســــــفاف يعتصبُ
غابــــت به الحكمة البيضاء وارتفـــعتْ
كـــــفّ الجهالةِ، والأقــــــــــزامُ والذنبُ.
وكنتِ قــــبل سنين القـــــــــحط رايتنا
تـــاجَ الكراماتِ ، يعــــلو صوتك الذهبُ
قبلَ الكلام جميعا كــــــــنتِ أحـرفـــَـــهُ
تتهامرينَ شــــــــذى كي ينبتَ العشــبُ
يا أجمـلَ الحسـنِ ، تختالين في دعةٍ
الشعرُ والحبرُ في عينيك والنســــبُ
أنثى من الضــــــوء نهواها فتشعلنا
ويكبرُ القلبُ يقـــــوى الجانحُ الزغبُ
وكنت أمّـاُ ، وكانت كلُّ مرضعــــةٍ
ترودُ نهركِ كي بالطيب تنســــــكبُ
تسقي الصغارَ ترانيماً وقافــــــــيةً
وينضحُ الكاسُ من شهدٍ وكم شربوا
واليوم صـــــرنا يتامـى ، يا لغربتنا
عن صحبة الضــــاد ، تدنينا فنغتربُ
بتنا لــــــغاتٍ ، بلا معنى ، بلا عــددٍ
وأول التيــهِ سيفُ الأمــة الخشــــبُ.
أيـــن الأبــــــــاة الذين العز ساحتهم
قد افرغ السـاحُ واستمرى بنا الهربُ
كانوا ســـــباعاً إذا قالوا وإن صمتوا
ويمطر الغيمُ ، إن ســـرّوا وإن خطبوا
أهـــــــلُ الفتوحاتِ أين اليومَ كلمتهمْ
أين المروءةُ ، والإعجــازُ واللهــبُ ؟
هــــم أورثونا فضـــاءاتٍ مجنحــةً
فما سنورثُ لمّــا مجــــــــدنا الطربُ ؟..
كانــــوا وكــــــنا من الأفعال ناقصة
نحتـــاج تســـــكننا الأفعال والغضبُ
نحتـــــــاج وحدتنا كالريح عاتيــــة
لما تزمجـــــر كــــلُّ الكون يضطربُ
أهــــــلُ القصيدِ ، وكم دانت لهم أممٌ
بيـــــتُ القصيدِ لســـانٌ واحدٌ ، وابُ.
مذْ ضيعوهُ ، كأنْ ضاعـــــت معالمنا
وكــــلُّ أرضٍ لنا ، تســــبى وتنتهبُ.
القـــــرآنُ في لغة الرحمـــن جمّــعنا
يـــــوم المدائن تخفي وعيها الحجـبُ
كـــــان الكتابَ الذي مذ جاء معجزة
بأبــــــــلغ الوحي ، حتى تشهدَ الكتبُ
لغـــــــــة السماءِ لنا أعطتْ بلاغتها
فكيف ننسى،ونأســـى ، كيف ننقلبُ؟
يا إرثنا السـمحَ ،ما عــادت قصائدنا
تشابه الشعر، أهل الشعر قد نضبــوا
ويرطــنُ القومُ ،لا ندري لهم لغـــــةً
كـــــلُّ الشعوب هنا ، إنساننا شِـــعبُ
ومــــن يهــــونُ لسـاناً هانَ منزلــةً
يبقى مع القاع حين الكــــــل قد ركبوا
ضـــاعت عواصمـــــنا في كل هاوية
قـــدس الكرامات، بغدادُ الضيا ، حلبُ
وكـــــل أرض إذا ما استبدلـــــت لغة
تســـــبى كجاريةٍ حسناء، تغتصـــــبُ
أمُّ اللغات لــــــنا ، قوموا لنرجعـــــها
ليصـــلح الحال ، أو كي يصلح العربُ
هي الأذانُ تعـــــالى ، كـــل مئذنــــــة
تصــــوّبُ القولَ والايمانُ والقبــــــبُ
لو كلُّ مدرســــــةٍ للعــــــــــــلم داعيةٍ
قامــــــتْ تصححُ ، من للعلم قد طلبوا
لو كـــــــــلُّ جامعة ، قاموسُ جمعتها
أهـــــــــل الفصاحة، سـبّاق ومحتسبُ
لو كــــــلُّ بيت حوى حبــــرا ومكتبة
لــــــــعاد يســــــكنُ في أوطاننا الأدبُ.
أنا الـــــعروبيُّ ميثاقي أنا لغتـــــــــي
وكــــل مجدي لهذي الأرض أنتســـبُ