لقد استطاعت خديجة أن تضيف إلى أرباحها التي أجبرت تجار زمانها على إجلالها وتقديرها بل ومنية الكثير منهم الإقتران بها ليزداد شرفا وعظمة ، نعم لقد أضافت أرباحا لم يشاهدها أحدا غيرها نالت بها الذكر الخالد في هذه الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، لم يغلبها في ذلك الهوى بل بالعقل الراجح اتخذت قرارها الحاسم بطلبها الزواج من محمد الذي يراه الناس يتيما فقيرا وتراه هي رجلا كريما ذو شأن عظيم ..
هاهي ذي ليلة الحظ السعيد وحسن الإختيار قد أزهرت لترى خديجة أنها قد اجتمعت بحبيبها الذي وضعته نصب عينيها بعقلها وفاضت حبا له مشاعرها تحت سقف واحد لتبدأ معه تجارتها الخالدة مع الله ..
طابت حياة خديجة مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يضرها مالاقت من بلاء في سبيل دعوته المباركة ، ولما رأت أن دعوته الخالدة تتطلب صرف الأموال الطائلة بسطت عليها السلام تلك الأموال بين يديه وقالت له خذها وأودعها بمعرفتك في مصرف أجني منه أرباحا لا تزول أبدا فأودعها رسول الله صلى الله عليه وآله في مصرف الدين ولم يبقي منها شيئا لدنيا زائلة ، مما دعا بتلك التاجرة العظيمة التي كانت قبل اقترانها بمحمد تنام على الديباج وتسكن القصور أن تنام على جلد كبش في بيت صغير ..
أول ربح جنته من تجارتها مع الله نزول جبرائيل عليه السلام بكفن لها بعد أن عرجت روحها إلى ربها ..
أهنئ أم الزهراء بتوفيق الله لها في حسن اختيارها فقد اختارت خير من مشى على الأرض بعلا لها لتكون حليلة له ..
كانت عليها السلام من أحب أزواج النبي إليه ، وهي دون سواها من أنجبت له خير النساء فهنيئا لها هذا الإجلال وهذه العظمة وهنيئا لها ما نالت من خير الدنيا ونعيم الآخرة ..
يكفي خديجة فخرا في هذه الدنيا أنها كانت للزهراء أما ويكفيها عظمة أنها في الآخرة واحدة من النساء الأربع الكاملات[/JUSTIFY]
بقلم / أحمد النجار