وعندما انتهت فترة قيد الناخبين وبدأت فترة الترشيح اتصل بي العديد من الصديقات يشجعنني على ترشيح نفسي , فأنا في الحقيقة لم أكن أفكر في الترشيح فسعادتي كانت في نشر الوعي بأهمية الانتخابات والمشاركة فيها كمنتخبة. لكن عندما سمعت ان بعض صديقاتي رشحن انفسهن وهن لديهن وظائف وأنشطه في خدمة المجتمع بالإضافة الى واجباتهن كزوجات وأمهات خجلت من نفسي فأنا متقاعدة وأبنائي جميعهم كبار ومعتمدين على انفسهم ولهم حياتهم الخاصة فقررت بعد تشجيع الأهل والأقارب خوض التجربة ودخول المغامرة وشعرت بالحماس والنشاط والرغبة الشديدة في خدمة المجتمع والمشاركة في تطور الوطن وازدهاره وجعل محافظة الأحساء من أروع وأجمل المناطق في مملكتنا الحبيبة فذهبت وتوكلت على الله وسجلت اسمي مع المرشحات وبدأت اقرأ الكتب والمقالات التي ساعدتني كثيرا على فهم طريقة عمل المجلس البلدي وصلاحياته وإنجازاته في الدورات السابقة ، فكان كتاب الاستاذ سلمان الحجي ” توثيق التجربة ” وكتاب ” المجلس البلدي بالأحساء الدورة الثانية إنجازات ومبادرات ” خير عون لي في تحقيق ذلك.
وبعد قراءة هذه الكتب والمقالات من الانترنت قدرت مدى الجهود التي بذلتها أمانة الأحساء والمجلس البلدي لتحقيق الإنجازات الرائعة التي نعيشها ونستمتع بها الآن من طرق جديدة كطريق الملك عبد الله الدائري وجسور وأنفاق وحدائق ومنتزهات وأماكن لممارسة رياضة المشي ومشاريع رائعة مثل القرية الشعبية وإعادة بناء سوق القيصرية وسور الكوت ودروازة الحداديد والاهتمام بالأماكن السياحية والتراثية في الأحساء بالتعاون مع هيئة السياحة والآثار والاهتمام بنظافة المنطقة والحد من التلوث فيها من خلال الطلب من مصنع الأسمنت في الأحساء بوضع فلاتر حديثة لمنع انتشار اتربة الأسمنت من عوادم المصانع التي تسبب تلوث الهواء وتهدد صحة الأهالي وإنشاء مدينة الملك عبدالله للتمور وتطوير شاطئ العقير وغيرها من المشاريع والمبادرات الرائعة التي خدمت المنطقة وأهل الأحساء فبارك الله في أمانة الأحساء وجميع أعضاء المجلس البلدي على جهودهم وعطاءهم وإخلاصهم وتفانيهم في خدمة الأحساء وأهلها .
عندما بدأت الحملات الانتخابية تحولت واحة الأحساء إلى عرس ثقافي رائع وبديع وتنافس شريف بين المرشحين والمرشحات فالجميع تفنن وأبدع في انتقاء الشعارات والعبارات المتميزة والتصاميم الجميلة والبرامج الرائعة لحملاتهم الانتخابية وانتشرت المخيمات الانتخابية في الفنادق والاستراحات وصالات الأفراح وتحمس الناس للحضور خاصة مخيمات النساء التي تميزت بمحاضرات ولقاءات وأنشطة متميزة وشيقة مع نخبة المجتمع من النساء والرجال مع المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الإسلامية فالرجال لهم أيام والنساء لهن أيام معينة وتم تعيين متحدث رسمي ينوب عن المرشحات في الأيام الخاصة بالرجال وانتعشت الحالة الاقتصادية في البلاد فالمطاعم ووكالات الدعاية والإعلان والصالات والاستراحات والفنادق والمطاعم كان لهم النصيب الأكبر من هذه الحركة الاقتصادية النشطة.
الجميل في هذه الحملات الانتخابية هي انها عملت على تقوية أواصر المحبة والتعاون بين افراد الأسر والمجتمع فالجميع يعمل بجد ونشاط من اجل إنجاح حملة المرشح الذي اختاره بنشر حملته في مواقع التواصل الاجتماعي بجميع انواعها. والحملات جعلتنا ننسى هموم الأمراض والحروب والدمار والقتل والتفجيرات ومعاناة المهاجرين في الدول المنكوبة فصار حديث الناس عن المرشحين والمرشحات وبرامجهم وعن البناء والتنمية والتطور والازدهار والأحلام والطموحات التي يتوقعها الناس من المجلس البلدي القادم بحلته الجديدة وصلاحياته الموسعة .
لقد مرت علينا الحملة كمرشحات سريعة جدا حيث ملأتنا بالحماس والتنافس الشريف فالجميع يسعى للفوز لتقديم ما في وسعه لخدمة مجتمعه ووطنه. في الحقيقة انها دورة متميزة سيسجلها التاريخ وذلك بسبب دخول المرأة السعودية الانتخابات كناخبة ومرشحة لأول مرة. هذه الخطوة المباركة بالتأكيد ستجلب الخير والبركة للوطن فوجود المرأة في المجلس البلدي ومجلس الشورى والوزارات و جميع مؤسسات الدولة الخاصة والعامة يعزز عملية التنمية في الوطن فالمرأة نصف المجتمع والحمد لله بدأ مجتمعنا ينفتح وبدأنا نرى فتياتنا يعملن في شتى مجالات الحياة بكل اخلاص وتفاني وهن محتشمات ومتسترات بلباسهن الشرعي.
دخول المرأة في المجلس البلدي سيكون له تأثير ايجابي على جميع مؤسسات الدولة وجمعياتها فالمجلس البلدي له مكانته ووجاهته في المجتمع ومن اهم صلاحياته الرقابة والإقرار والدراسة وإبداء الرأي والاقتراح لذلك سوف تجتهد النساء في ايصال الأفكار المبدعة التي تفيد المجتمع وترتقي به لجميع مؤسسات المجتمع وسنرى الخير والتغيير الى الأفضل بإذنه تعالى.
المرشحات اللاتي اعرفهن شخصياً هن قمة في الأخلاق والثقافة والجد والاجتهاد ولهن شهرة بالتفاني في خدمة المجتمع والتعامل الحسن مع الجميع فهن حقاً مثال رائع للمرأة الأحسائية المعطاءة أمثال الأستاذة هناء المهنا والأستاذة سعاد العوض والأستاذة الفنانة سلمى الشيخ والأستاذة المستشارة الأسرية معصومة العبد رب الرضا فهن صديقات عزيزات تعرفت عليهن من خلال نادي الأحساء الأدبي واحة الأدب والثقافة والإبداع واعرفهن حق المعرفة وأنا أفتخر ان اسمي كان بين أسمائهن في قائمة المرشحين والمرشحات لعضوية المجلس البلدي في الأحساء وتمنيت لهن من كل قلبي التوفيق والنجاح في حملاتهن الانتخابية والفوز في يوم الاقتراع الذي كان يوم السبت 1 – 3 – 1437 هجرية الموافق 12 – 12 – 2015 ميلادي اليوم الذي سجله التاريخ وسيتذكره ابناؤنا وأحفادنا .
غمرتنا الفرحة عندما ظهرت نتائج الانتخابات وشاهدنا اسماء الأستاذة معصومة العبد رب الرضا والأستاذة أسماء الحمام بين اسماء الفائزين في الانتخابات ففوزهن هو فوز لجميع نساء الوطن فألف مبروك لهما ولجميع الفائزين والفائزات في انتخابات المجلس البلدي الدورة الثالثة في جميع مناطق ومدن مملكتنا الحبيبة .
في الحقيقة كانت مشاركتي في الترشيح مغامرة مثيرة وتجربة ثرية وتحدي عظيم بالنسبة لي والحمد لله تعلمت الكثير من هذه التجربة وان شاء الله سوف يتعاون الجميع مع المنتخبين والمنتخبات لتحقيق اروع الإنجازات لمحافظة الأحساء واحة الحب والعطاء والتعايش والسلام وسيخدمون أهل الأحساء بكل حب وتفاني وإخلاص لأنهم حقا يستحقون كل خير فالأحساء في قلوبنا وتستحق منا كل الرعاية والاهتمام فلنتعاون لتكون أجمل وأروع المناطق في مملكتنا الحبيبة.
[/JUSTIFY]
بقلم / الأستاذة وفاء جواد الرمضان