الفائز بجائزة دولة قطر لأدب الطفل
المعاني كلها مكشوفة وسطحية فطفل اليوم لديه الإمكانية
[/COLOR]حوار – مفيد البوشفيع
[JUSTIFY]تحدث الجدار عن رحلتنا والباب والحديقة – لهذا يستحق شاعر الاحساء حسن بن مبارك الربيح الفوز بالمرتبة الاولى في أدب الطفل الذي اقيم مؤخرا في دولة قطر وفي عذوبة كلماته تذكرنا باغاني فيروز مثل طيري يا طيارة وغيرها استطاع الربيح ارجاعنا الى طفولة فيها المرح والجد والذكريات الجميلة ولكن هذه المرة كلماته موجهة للطفل العربي وقدم رائعة شعرية فهو من من مواليد سنة 1973 م في الاحساء- حاصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الشريعة التابعة لجامعة الامام محمد بن سعود ويعمل معلما بالمرحلة الثانوية وله العديد العديد من الإنجازات الشعرية والخبرات العلمية كديوان ” احتواء بامتداد السراب” الحاصل على جائزة الشارقة للابداع العربي 2010 م مجموعتان شعريتان للأطفال الأولى:(اسمه أحمد) وهي مجموعة قصائد تتناول محطات من السيرة النبوية مستفيدة من الجوانب التربوية بالدرجة الأولى في بناء النشء ومن بعض الجوانب الأخرى في تنمية الذوق الجمالي والمعرفي، وهذه المجموعة حصلت على جائزة الدولة لأدب الطفل بقطر في دورتها السادسة.أما المجموعة الثانية:(أصدقاء مريم) وهي مجموعة قصائد تتناول الحياة بخيال طفولي محض- إقام الكثير من الامسيات الشعرية والتي نال فيها العديد من الجوائز والدروع وكذلك له العديد من الدورات التدريبية في علم العروض والأوزان الشعرية.
ماذا يمثل لك الفوز بجائزة دولة قطر لأدب الطفل؟ وما أثره على مسيرتك الشعرية؟
مثل هذا الفوز وفي مسابقة كبرى تتنافس فيه تجارب من مختلف الوطن العربي والذي يشعرك بالزَّهو قليلا، يعني لي أن التجربة الشعرية في كتابتي للطفل تقترب أكثر إلى عالم الأطفال عبر هذا الوهج الإعلامي الكبير لأحاور أطفال العالم رقصًا وغناءً وأحلامًا وفرحًاوأما عن الأثر فأعتقد أنها حافز لمشاريع أخرى في الكتابة للطفل.
هل كان مشروع الكتابة للطفل حاضرا في ذهنك سابقا أم أن المسابقة كانت الدافع للكتابة؟
مشروع الكتابة للطفل كان متحرّكًا من قبل، فلي أكثر من تجربة قبل فوزي بالمسابقة (في القصة والشعر)، ولكن حينما حدَّدت المسابقة موضوع السيرة النبوية في الكتابة شعرًا للطفل عزمت الأمر للدخول في هذه التجربة بأفكار تلائم مرحلة العمرية، لم أكترث للموضوعات بقدر اكتراثي لاصطياد الفكرة والمغزى من الموضوع، فالسيرة النبوية كما تعرف ثريَّة جدًّا، ولكن ما الذي نأخذ منها لعالم الطفل؟ وكيف نوظّفه في بناء شخصيته؟ وتجذب الطفل وتؤثر فيه دون أن يشعر بالملل؟ من هنا كان الاشتغال صعبًا ومضنيًا، بمعنى أنَّني أمحو أكثر ممَّا أكتب إخلاصًا للمنهج الذي رسمته.
أنت شاعر متمرس ولك تاريخك الشعري الطويل، فهل وجدت الكتابة للطفل أسهل أم أصعب من الكتابة للكبار؟
في الكتابة للكبار أكتب ما تمليه عليّ اللحظة الشعرية، أمَّا للصغار فالأمر يتطلب انتباهًا معينًا، بمعنى أنني أحاول استعادة إحساس الطفل في داخلي لكل ما حولي فأبدأ الكتابة من هنا لا أستطيع الجزم أن الكتابة للصغار أصعب، فلكلٍّ متعته وجوّه.
هل يستغني الشاعر عن أدواته الشعرية أثناء الكتابة للطفل أم يبقيها ولكن مخففة؟
لا يمكن له أن يستغني عنها، ولا يمكن له أن يبقيها مخفّفة على الدوام، فعملية الكتابة متداخلة فالفكرة والموضوع والقيمة المعرفية والجمالية كلها تنصب في هذا النص، ثمَّ تأتي أدوات الشاعر لتخدم هذا الغرض بطريقته التي يستلهمها من خلال قراءته لعالم الطفل صحيح أن هذه الكتابة تحدُّ من حرّيّتك من الناحية الفنية وتقيّدك بالجملة الصغيرة والإيقاع الخفيف والمشاهد البسيطة واللغة السهلة، إلا أنني أحاول الاتكاء أكثر على استثارة المخيلة لدى الطفل وإشعاره بالمتعة الجمالية، حتى ولو بالتمرُّد على هذه النواحي الفنية قليلًا من أجل الإثراء اللغوي والتنويع الأسلوبي والإيقاعي.
هل راعى شاعرنا عمق المعنى أثناء الكتابة للطفل؟
أنت تتعامل مع قابليات متفاوتة فلا بدَّ أن تجرِّب عمقًا أقلَّ في المعنى، ولا تجعل المعاني كلها مكشوفة وسطحية، فطفل اليوم لديه الإمكانية على الاكتشاف والاستنتاج والسؤال.
ماذا بعد “اسمه أحمد”؟
هناك مجموعة شعرية أخرى للأطفال في طريقها للطباعة بعنوان: (أصدقاء مريم) وهي مجموعة قصائد تقرأ الحياة (البحر، المطر، الظلّ، الغيمة…) بخيال طفولي محض، كما أن هناك أعمالًا أخرى مخطوطة في الشعر والقصة.
كلمة أخيرة تود قولها لقراء صحيفة جواثا ؟
أولًا أشكر لك هذا اللقاء، وهذا الإعداد المحفّز للحوار وليس لي غير شكر القرّاء الذين تابعوا الحوار ووجدوا فيه ما يستثير فيهم شهوة الاختلاف والائتلاف.
وهذا نص شعري من مجموعة (أصدقاء مريم) أهديه إلى صحيفة جواثا
بعنوان : البَيتُ
البَيْتُ يا أَحِبَّتي،
فَضاؤُنا الكَبِيرْ
نَلهُو بِهِ..
نَحكِي لَهُ
عَن بَدرِنا المُنِيرْ
نَطِيرُ فِيهِ
ساعَةَ الفَرَحْ
نَملَؤُهُ بالشَّدوِ،
والمَرَحْ
نَرقُصُ فِيهِ تارَةً،
وتارَةً نَنامْ
تَزُورُنا الغُيُومُ
في الأَحلامْ
تَحمِلُنا
في نُزْهَةٍ قَصِيرَةْ
تَحمِلُنا مَعَ السَّرِيرِ،
والدُّمَى،
والقِطَّةِ الصَّغِيرَةْ
وفي الصَّباحِ،
تَنتِهي رِحلَتُنا المُثِيرَةْ
نُحَدِّثُ الجِدارَ عن رِحلَتِنا،
والبابَ، والحَدِيقَةْ
نُحَدِّثُ الطُّيُورَ
حِينَ تَلتَقِي بقُربِنا دَقِيقَةْ
البَيْتُ يَجمَعُ الطُّيُورْ
البَيْتُ يُطلِقُ الطُّيُورْ
[/JUSTIFY]