[JUSTIFY]لقد عانى مجتمعنا ودفع فاتورة باهضة بسبب تهور قائدي سيارات النقل الكبيرة والمتوسطة وحتى الصغيرة وعدم تحليهم بأخلاق القيادة وعدم تطبيقهم لقواعد السلامة ، همهم الأول ملئ الجيوب أما سلامة من يركب معهم أو من يسير أمامهم على الطريق فهي في مهب الريح ..
كم زهرة من زهرات هذا الوطن ذُبلت وارتحلت عن هذه الحياة لاعن من مرض عضال أصابها ولا قلب سكت وأماتها بل على يد قائد متهور أمنته على نفسها وأعطته جزء من مرتبها ليوصلها لوجهة عملها كي تبني أحلامها وتسعد بما خططته لمستقبل انتهى بحادث مروع على طريق سريع يتحمل نتيجته هو ومن أمَّنه الذي تسرع في تسليم وديعته لسائق لا يحمل فنا ولا ذوقا ولا وأخلاقا ، من دون أن يكلف نفسه حتى بالسؤال عن مدى معرفة من سيسلمه وديعته ما إذا كان يعرف ولو أدنى قواعد المرور وإرشادات الطريق ..
للأسف أن كثيراً من الآباء يسلمون أولادهم لمن يحمل عقله رجليه لتجوبا به الطريق طولاً وعرضاً بسرعة مجنونة وكأن الطريق فتح له دون سواه ..
إن كنا نخاف اليوم من أن نصاب بفيروس الإيدز لاقدر الله أو إنفلونزا الخنازير أو كرونا أو أو أو أو من الفيروسات القاتلة أو نخاف أن نتجرع الغصة بسبب ذلك المرض الخبيث المسمى بالسرطان ، فها نحن ذا أمام فيروس يقتلنا بغتة ونحن على الطريق بلا مرض ولا سقم ، أسميته ( ميكروباص ) فهو وربي أخطر فيروس عرفه مجتمعنا بل هو أخطر من مرض السرطان ..
الكل منا يتحمل مسئولية الحفاظ على أبناء وبنبات هذا الوطن المعطاء من هذا المكروب الخطر ، فالمرور عليه مسئولية التحقق من أهلية سائقي الباصات ، والآباء عليهم مسئولية الحفاظ على أرواح فلذات أكبادهم فلا يسلموهم إلا لمن اختبروا أخلاقه وذوقه ومعرفته بقواعد مرور سير المركبات ، والدور الإجتماعية والثقافية عليها أن تعطي هذا الأمر من الأهمية ما تعطيه للرياضة التي تُعد أهم وسيلة للحفاظ على الحيوية والنشاط ، وعلى الكتاب والشعراء أن يبذلوا الجهد في إيصال ما يُقوُم عقول الشباب من سائقي الباصات بالكلمة الخفيفة والمستساغة لهم فهم وربي الأقرب لعقول الشباب خصوصاً أولئك الغائصون في بحور الشعر ..
أسأل الله السلامة لنا ولأولادنا والعقل الرزين لسائقي السيارات وخصوصاً سائقي الباصات فهم يحملون أمانة في أعناقهم عليهم صيانتها وردها سالمة إلى من إئتمنهم عليها ، لا أن يكونوا سبباً في إزهاق أرواحهم وإطفاء شمعة حياتهم وفجع أهليهم بهم كما أدعوه أن يحفظ بلادنا من كلِّ سوء وأن يديم عليها الأمن والأمان
[/JUSTIFY]بقلم / أحمد النجار








