[JUSTIFY]إن ما نراه اليوم من زحف مليوني نحو كربلاء لجواب جلي وردٌ يبكم أفواه الطاعنين في نهضة الحسين والقائلين بأن الحسين خرج ليشق عصا المسلمين ونهض لينتحر ..كيف يشق عصا المسلمين وها نحن ذا نرى المسلمين اليوم يزحفون بالملايين إلى ضريحه الطاهر مجددين العهد معه مبايعينه على أن يكونوا صفاً واحدا في وجه من يريد تمزيق الصف وإشعال نار الفتن من هنا وهناك – كيف نهض الحسين لينتحر وهو من صنع الحياة بدمائه الزكية
إن الملايين الزاحفة نحو ضريح الحسين اليوم لتؤكد بأن الحسين لم يمت ولم ينتحر بل هو حيٌ يرزق وأنه الرمز الذي به تلوح معالم النصر للمستضعفين على مر العصور وبه تُعز الأمة وبه يعبَّد طريق الحرية وبه تتهاوى عروش الظالمين وإن تجبروا وتبختروا واغتروا وتجرأوا بفعل المشين
إننا لنرى في أربعينية الحسين الأمل بيوم مشرق بشمس الحرية ومعطر بطيب الإنتصار ، فالحسين بدمائه الزكية أروى القلوب العطشى لتحيا بالإيمان بالله والتوكل على الله وهاهي ذي تمشي قاطعة المسافات لتصل إلى مبتغاها ولسان حالها يقول لم نقطع هذه المسافات إلا لنتطيب بأريج الحسين ونتعلم منه الإباء ونعاهده أن نسلك الطريق الذي عبّده لنا وإن أُزهقت أرواحنا فلقد علَّمنا الحسين أن الموت بعزة أحلى من الشهد وأن الحياة بذل أمرَّ من العلقم
نرى اليوم العيون مشبوحة والأعناق ممدودة والقلوب متجهة نحو كربلاء والعالم في حيرة من أمر الحسين الذي مات ذبيحاً قبل 1370 عاما كيف يجذب الملاليين إليه في منظر مهيب ليس له مثيل على وجه البسيطة
لقد أرهق الحسين الدول العظمى وجعلها تحسب لنهضته المباركة 1000 حساب مجندة العلماء والمختصين في الغزوات والمعارك لمعرفة سبب جذب الحسين لهذه الملايين من خلال نهضته التي قتل فيها علَّها تحل طلسم هذا الجذب الحسيني لتتمكن من إيجاد لقاحاً مضاداً تُبعد أولئك الملايين عنه ليسهل عليها شق وحدتهم والإنتصارعليهم إلا أنها لم ولن تتمكن من حلِّ ذلك الطلسم فحلَّه بيد العزيز الحكيم الذي أبى إلا أن يتم نوره بالحسين ويزلزل عروش أعداءه بالحسين عليه السلام
[/JUSTIFY]