[JUSTIFY]أصدر الكاتب السعودي محمد الفوز كتابه الجديد (حصار أفلاطون) الذي يشكل انعطافه في مساره الإبداعي حيث يتناول نقد المجتمع الافتراضي و يُعلن عن الحكماء الجدد الذي انشغلوا بفضاءات تويتر وابتكروا من الصياغات الحديثة ماعجز عن مجاراتهم الشعراء و الإعلاميون ، كما تناول عبر مقالاته عدداً من موضوعات السوشيال ميديا و أدبيات التواصل الاجتماعي التي تضع الكائن المعاصر بوصفه منبراً خاصاً للذات الإنسانية التي لا تكترث بحدود المكان و الزمان بل تتعدى حاجز اللغة و تندرج في منظومة القيم الإلكترونية بأقصى تحولات العولمة و الحداثة معاً
كما أن الكتاب انتقد مجموعة من الظواهر العقلية و الفلسفية و الاجتماعية بأسوب مختلف و قدّم حلولاً تنسجم مع هذه المرحلة التفاعلية التي تعتمد على وسائط معرفية في التلقي و في تناول الحدث و طريقة وصوله للعامة لذلك وضع الكاتب عنوانه (حصار أفلاطون) دلالة على الحصار التكنولوجي الذي وقع العالم فيه بذات التطرف و المثاليات التي وضعها أفلاطون لمدينته الفاضلة
كما يقول في مقدمة الكتاب ” أفلاطون حاصرنا -جميعا- بمدينته الفاضلة وجمهوريته المثالية بكل قيمٍ ومروءة كي يعلو الفن وتسمو الأخلاق لكننا حاصرناه بالمجتمع الافتراضي … حيث تفككتْ عُرى الصداقة وانحلت الأخلاق وتبددت ثورة الإنسان ضد الطبيعة الغامضة والصمت الكوني المدلهم في ليل الأشياء وغياب الحقيقة
في هذا المجتمع الافتراضي تمّ (حصار أفلاطون) بحبال اللامبالاة وكل أفكاره الطوباوية صُفِّدتْ بالنزق وضيَّعنا أوراق ابن رشد ونظريات أرسطو ويقينيات جان جاك روسو والمجد/المجد التليد لعقل مابعد بعد الحداثة وللكائن المزدوج الذي يحضر بألف مكان ويكتب على شاشات عشرٍ في الثانية … الله كم نحن نتشظى ونكبر كثيرا بعيداً عن واقعنا الذي يشوبه الفراغ وتطويه أكفُّ النسيان ”
[/JUSTIFY]