لكم اشغلتني أمور التربية وأساليبها، ولعل تقلدي قيادة مدرسة تخص النشىء والمرحلة الابتدائية نعمة خصني الله بها لأجد إجابات للسؤال الملح في نفسي: لماذا ينشأ أبناؤنا خلافا لما نريد…؟؟
الأمر الذي نتفق عليه (جميعا) حبنا الجم لفلذات أكبادنا كما قال الأحنف بن قيس عندما سأله معاوية عن الولد قال (ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة فإن طلبوا فأعطهم وإن غضبوا فأرضهم ليمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم ولا تكن ثقيلا فيملوا حياتك ويحبوا وفاتك..)
فهذا كله يقدم لهم (حبا وكرامة) فهل أخطأنا بدلالهم، وهل أسرفنا في رفاهيتهم، وساهمنا في سطحيتهم (وهذا ما يصفهم به المجتمع).
لنصل -أحبتي- للحقيقة التي نطمئن لها، ونكون منصفين في حق من نعول، وفي حق أنفسنا في تربيتهم.
لابد أن نعترف أن زماننا يختلف عن زمانهم أن نعترف أننا لم نكن بقدرة تحمل أباءنا في تربيتهم لنا وسعة صدورهم واتزانهم النفسي.
أن نعترف بتفوق أبناءنا الثقافي ونهضتهم العلمية التي تفوقت على قدرتنا ونحن في مثل سنهم وعمرهم.
أن نعترف أن أبناءنا يمتلكون من الثقة والقدرة الحوارية والمخزون اللفظي ما تلجلجت ألسنتنا عن الإفصاح به.
أن لديهم من الأهداف والطموحات الواضحة والحقيقية في وقت نمارس نحن (الآباء) روتينا قد يضعف صدق إنجازه لضعف أهدافه.
يمتلكون الجرأة في خوض الصعاب ونتردد وتضيع منا الفرص في ظلال هذه الملابسات نحن نربي ابناءنا بكل تحفظ.
قد تتجلى قسوتنا فنعاقب (بالضرب أو الإهمال او التجاهل) من باب التأديب على كل ذنب وإن صغر متناسين قوله تعالى (ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
وهذا ما يبرر التجاءهم للغير، فلغة التواصل تكاد تنقطع عند بعض الآباء بسبب هذه القسوة.
ولعل أهم الأسباب لاضطراب أحوال أبناءنا (من نظري) أننا نرسمهم في صورة نعجز أن نمثلها، وبالتالي يصبحون ويمسون يرون أما تسرقها ضغوط الوظيفة، وأبا مغيبا كادحا وراء لقمة العيش ولا يرى الا وقد أنهكت قواه، وفي الجانب الآخر اأما بالغت في التلميع السطحي لأبنائها، أرادتهم الأجمل والأكثر أناقة، وعملت على أن يسلكوا باب الشهرة من خلال طرق ابواب قنوات التواصل الاجتماعي والكسب المادي.
كلما تفرست ملامح الصغيرات أجدها منهكة في محاولة إرضاء الأهل من جهة ومن جهة أخرى إرضاء رغباتهن في وقت يجهلن فيه صورة القدوة التي ينبغي ان تحتذى، وفي زمن تعصرهن فيه متغيرات الحياة.
اختم بدعواتي الصادقة بالسداد وخير الجزاء لكل اب وأم ترجما القدوة الصالحة لأبنائهم.
ودمتم رائعين
1 ping