زارت سيدة مسنة برفقة ابنها طوارئ مستشفى الملك فهد بجدة وهي تشتكي من ألم في بطنها وبعد طول انتظار تكرم المناوبين بفحصها والكشف عليها بدون تعب ولا عناء وبأسرع وقت للكشف وأقل جهد وما لبثوا أن أخرجوها من المستشفى معللين ذلك بأن ليس لديها مرض يستدعي وجودها أو عمل فحوصات أكثر دقة وإشاعات مقطعية للتأكد وتكرر هذا الأمر مرتين في يومين متتاليين وهي تعاني وتتألم من المرض ومن المشاوير في الروحة والرجعة والمناوبين في طوارئ المستشفى لا حياة لمن تنادي وفي اليوم الثالث قدر الله أن يكون من ضمن الطاقم المناوب ممرضة سعودية اهتمت من المريضة وعملت كل ما بوسعها للتأكد من الحالة واتضح في الأخير أن لديها مشكلة في المثانة عبارة عن حصونة مقفلة الحالب وهنا يتساءل ابن المريضة علي المطيري الذي شكى للصحيفة من إهمال المستشفى لأمه الكبيرة في السن حيث قال :
لماذا لم يكن هناك اهتمام من أول زيارة؟ كيف تم فحص أمي بهذه السرعة دون اهتمام؟اليس للإنسان أهمية لدى هؤلاء الأطباء!!ولاة الأمر يحرصوا على شعبهم ويؤكدوا دائماً على الرعاية التامة وقيام كل فرد بواجبه على أكمل وجه.
استطرق المطيري في الحديث وكان متأثراً مما حصل لوالدته ومستاء من تعامل طوارئ المستشفى ويقول ماذا سيحصل لو أن أمي بها مرض أدخلها في غيبوبة أو إعاقة لا سمح الله مع أن هذه أقدار بيد الله سبحانه وتعالى لا اعتراض لنا عليها من سيتحمل المسئولية ولكن يجب أن نأخذ بالأسباب وهؤلاء العاملين في قسم الطوارئ ليسوا على قدر من المسئولية التي يحملوها ولا أهلاً للأمانة الملقاة على عاتقهم إن كانت كل تعاملاتهم مع المرضى بهذا الأسلوب المنفر وكذلك ارأف بحال المريض الذي يأتي لوحده لا ولد ولا سند بالذات من كبار السن فطالما يطنشوا المرضى القادمون مع ذويهم فمن باب أولى أن يطردوا المريض الذي ليس له إلا الله سبحانه وتعالى.
وذكر المطيري أنه استنفذ كل الوسائل لدى الطوارئ في اليومين الأولين ولم يجد تجاوب وتقدم ببلاغ على الرقم الخاص بوزارة الصحة ٩٣٧ ولم يجدي الأمر ومر الوقت وأمه تعاني وتتوسل حتى جاء لطف الله سبحانه وتعالى وكان من ضمن الطاقم المناوب في اليوم الثالث بالمستشفى تلك الممرضة السعودية التي تعمل بكل إخلاص وأمانة استطاعت أن تتولى المهمة وتعرض المريضة على الإطباء المختصين وشخصوا المرض بحصوة في الحالب والمثانة.
نعم أن هؤلاء العاملين في المستشفى عينة من الموجودين في المستشفيات المنتشرة في أنحاء الوطن وللأسف هناك ملاحظات كثير على وزارة الصحة وأدائها في العامين الأخيرين حيث أنهم أرادوا تطوير العمل بالتشغيل الذاتي والإلكتروني ولكنهم أخلوا بالمنظومة كاملة فالطوارئ اصبحت منفرة والعيادات مواعيدها بعيدة المدى والصيدليات لا يوجد بها دواء والمراكز الصحية العاملين فيها بدون عمل والسبب المواعيد الإلكترونية ..
اليس هذه الأمور محتاجة للفتة وعناية من المسئولين بالذات ونحن مقبلين على نقلة نوعية فنية وتقنية في الأعوام القادمة بإذن الله ولكن هيهات كيف نرتقي ونعلوا ونحن لا نعمل ولا نريد أن نتعلم.