ستفاقت تلك الرياح العاتية قبيل الفجر بسويعات
انفلتت تعصف بكل الإتجاهات
رشقت نبض القلب الشارد بزفرة
فأودته طريحاً ممزقاً
هنا
أصبحت الروح عارية تسير بلا حياة
تتخطف خطواتها أسرابُ الهمومِ
مدت أجنحتها المهشمة بعيداً علها تصل إلى تلك النبضة المسجاة تحت الملاءة البيضاء الممدودة فوق الغيم
لتنسلّ تحتها كرذاذ الماء المتكثف
لكنها أخفقت..
لا شيء يطفئ قلقها
كل الإحتمالات
تُشعلُ بداخلها جمراً
تزفرت بعمق
وراحت تتحدى الوجع
تارة تصرعه
وتارة يصرعها
وأمواج الدموع تحيطها
كأنها تغسلها لزفاف أبدي
تشاركها أحزانها التي توقدت بصدرها بجفنها بذاكرتها
جمعت ما تبقى من أنفاسها وخيالات شتى وراحت ترسم
جدارية على شفق الغروب
وهي تبتعد شيءً فشيءً
تلوح بالرحيل
لكنها ستبقى خالدةً في ذاكرة الأمكنة..