بقلم : عبدالله اليوسف
في فترة الاختبارات يكثر الحديث عن المخدرات و الأقراص المسهرة والمنشطة للذاكرة وهذا الحديث يداعب مشاعر الطلبة المرتبكين والخائفين من الامتحانات ونتائجها ولمعرفة واقعية هذا الحديث قمت بزيارة أحد المدارس في اليوم الأول للامتحانات لأراقب إن كانت هناك حركة غريبة تدل على وجود مثل هذه الأمور وهل لها واقع حقيقي لدى الطلاب
توجهت إلى بعض الطلاب وبعد السلام عليهم سألتهم إن كانوا يعرفون شيئا عن الحبوب المنشطة والمسهرة ؟ فأجابني أحدهم: لا ياعم ، فنحن لا نعرفها ولا نستخدم اي شيء منها ولله الحمد – تدخل طالب آخر قائلا: نحن نستخدم أشياء طبيعية كالقهوة أوالشاي الأحمر أو الأخضر فهذه المشروبات تعطينا نسبة من التنبيه والقدرة على السهر للمذاكرة .
فسألتهم: إن كانوا يلاحظون حركة غريبة عند المدرسة كوجود بعض الغرباء أو السيارات المشبوهة ؟ فأجاب أحدهم : بأن رجال المرور يتجولون حول المدارس هذه الفترة وذلك لحماية الطلاب من أي شيء قد يسبب الضرر لهم ونحن لا نتأخر في الخروج عن الوقت المحدد وأولياء أمورنا ملتزمون بالحضور وقت الانصراف لاصطحابنا سالمين إلى بيوتنا ثم سألتهم إن كانوا قد تلقوا رسائلا تحذرهم من المخدرات وغيرها ؟ فأجابوني: بأن أولياء أمورهم قد تلقوا العديد من الرسائل التحذيرية من مكافحة المخدرات وقد جاء فيها:
الرسالة الأولى : طالباً كنت أو طالبة.. اعتمد على ربك وثق بنفسك.. واحذر ممن يخدعك بتناول ما يضرك – مع تحيات المديريةالعامة لمكافحة المخدرات
الرسالة الثانية : أخي المواطن والمقيم..مروجو المخدرات ينشطون أيام الامتحانات.. وواجبنا الإبلاغ عنهم بالاتصال على 995 وسيتم التعامل مع البلاغ بكل سرية -مع تحيات المديرية العامة لمكافحة المخدرات وقد قام أولياء أمورنا بتحذيرنا من هذه الأمور وهنا شكرت لهم وعيهم واهتمام أولياء أمورهم و مكافحة المخدرات على مايقدمونه لحماية الشباب من المخاطر ثم سألتهم إن كانوا لايمانعون من أن أحدثهم عن أثر هذه المنشطات والمخدرات على صحة الشباب الجسدية والنفسية – رحب الجميع بالفكرة وبدأت أنا بالحديث :
أضرار المخدرات : يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الإدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر كما يؤدي إلى اختلال في التفكير العام ، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء التي تحدث كما تكون هناك تصرفات غريبة إضافة إلى الهذيان والهلوسة.ويؤدي إلى القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والانقباض والهبوط مع عصبية وحِدّة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه ويحدث أيضا اختلالا في الاتزان والذي يؤدي إلى بعض التشنجات والصعوبة في النطق والتعبير عما يدور بذهن المتعاطي بالإضافة إلى صعوبة المشي. ويحدث اضطرابا في الوجدان حيث تتضارب الأفكار لدى المدمن فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية ولكن سرعان ما يتغير هذا الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول واكتئاب.وتتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة و الحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم والتكيف الاجتماعي.
هذا بشكل عام وتختلف شدة الأعراض حسب المادة المستخدمة وتاثيرها على الجسم وتوجد أنواع كثيرة منتشرة مصدرها تجار الدمار وشياطين الإنس من المتورطين بها الذين يحاولون اصطياد مدمنين جدد في فترة الاختبارات وخلف أسوار المدرسة مستغلين التوتر الذي يعيشه الطلاب وإيهامهم بأن هذا هو الحل الأمثل للخلاص .
وهنا يقع على عاتق الآباء والأمهات وإدارة المدرسة والمدرسين متابعة التوجيه والارشاد كما نتمنى أن يكون هناك برنامجا من قبل أطباء مستشفى الأمل أو الأخصائيين الاجتماعيين وصيادلة التوجيه لتوعية الطلاب بمخاطر المخدرات وغيرها وأن يتم توزيع نشرات توعية وعرض الأفلام الصادرة من وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء حول المنبهات الأخرى كالشاي والقهوة وغيرها لما يسببه الإفراط فيها إلى بعض الأضرار وأن يتم توعية الطلاب بالطرق السليمة التي تساعدهم على استذكار دروسهم للوصول إلى النجاح المنشود
فني صيدلي بمجمع الدمام الطبي
1 ping