ما إن مات فلان او فلانه حتى تبدأ ترتيبات حفل العزاء نعم إنه احتفال ولا تظنوا أنني أبالغ وهذا هو الواقع الذي نعيشه بكل تفاصيله في حال الوفيات والمصائب وما آل اليه حالنا في هذه الظروف والمناسبات يتطلب منا وقفة تفكر مع النفس فما أن تبدأ القصه بخبر وفاة أحدهم رحمة الله عليه حتى يستنفر أهل الميت لترتيبات استقبال المحتفلين فتقام مخيمات للرجال فيها كل ما لذ وطاب مع تبادل الأحاديث والهرج والمرج ورسائل الواتس تصل احياناً لتبادل صور فتيات والضحك وإن كان بين المعازيم عذراً أقصد المعزين أحد من المشاهير فلا تعجب إذا تحول المجلس إلى جلسات التصوير والمبادرة لاستضافته ثلاثة أيام هي أشبه بكشتات البر إن صح التعبير.
أما النساء وما أدراك ما النساء فإذا ما وصل الخبر لبعضهن حتى تودع أبنائها فهي ستغيب ثلاثة أيام بلياليهن الو يا أم فلان وفلان وفلانة وعلانه نتقابل في استراحة عزاء المتوفي التي يعلم الله كيف جمعت ثمنها عائلة المتوفى وبعدها تبدأ زوارة المتحازنات فتراهن مجموعات يتنافسن في جمع أطباق الحلا والقهوة والشاي وملحقاته ليس للدعاء للميت واخذ العظه والعبرة والذكر وأن الحياة فانية بل فلانة تزوجت وتلك طلقها زوجها تستاهل وهل رأيتي فلانة تبدل حالها بالتكميم وفلانة لا تحضر العزاء ولا تخالط الناس لا تعتذروا لها مقصرة ولا تكمل مجموعة القيل والقال وتحتسي القهوه على أنغام بكاء أهل الميت حتى تجيء إحدى العاقلات لتعزي وتغادر فيتهافتون إليها هاتفين والله تتغدي أو تتعشي معانا الوليمة من أبو فلان وصاني عليك….
لاحول ولا قوة الا بالله شر البريه ما يضحك يا أمة ضحكت من جهلها الأمم….
ناشطة اجتماعية ومدربة تنمية بشرية
1 ping