نجحت سكينة عبد الله القويعي”أم عبد الله” في تحقيق وتطلعات زوجها محمد حسن جضر من مدينة سيهات بالمنطقة الشرقية في ترجمة حلمه الذي كان يراوده منذ الصغر وحكاياته على مر السنين بأن يفتح مكان يجمع محل في حارته من خباز وحلاق ومكتبة ومحل لتصليح الدراجات التي كانت في السابق وسيلة للتنقل وقبل هذا وذاك اسماء العوائل القديمة التي كانت تقطن وتعيش على تراب المدينة والوطن الغالي
صحيفة جواثا الإلكترونية زارت المحل ووقفت عن كثب ما بداخل مطعم مشموم وما يحتويه من تراث الآباء والأجداد وتسمية أركان العوائل ومكان الاسماك والخبز .
سكينة القويعي أوضحت الكثير من الأمور التي كان يحلم بها زوجها المكافح منذ الصغر محمد حسن جضر حتى تحقق في جوانب المطعم وأشارت إلى تفاصيل دقيقة وقالت فكرة المطعم عبارة عن مشروع تجاري ولكن ببعد ثقافي يهتم بتراث مدينة سيهات بشكل خاص وخاصة فترة الستينيات والسبعينيات الميلادية.
متمنية أن يوفقها الله وتجعل هذا المحل محطة للمثقفين من أبناء سيهات وما جاورها مضيفة لدي افكار كثيرة لكن ضروف العمل والانشغالات تؤخر بعض الخطط التي كنت أنوي تنفيذها وسوف تتبلور الفكرة قريبا لتحقيق ما كنا نتطلع له
أما عن الديكورات والمسميات للمحلات واسماء العوائل فأشارت أم عبد الله هي مرآة لذاكرة طفل صغير عاش فترة قصيرة من حياته ضمن أزقة وأحياء الحارات القديمة لكن سرعان ما ابعدته طفرة النفط الاولى بعيدا عن هذه الأجواء لكن ضلت راسخة فيه.
وعن اختيار الاسم مشموم فكانت للمكانة الفريدة لهذه النبتة الطيبة في ثقافتنا المحلية وما يتبادر لي بذكرها من معاني فرح، نقاء، طيبة، عفة، محبة، وشوق
شعار المشموم : يحمل الشعار حروف كلمة مشموم إبتداءً بحرف الميم بشكل مربع أزرق في أعلى الشعار، يتبعه حرف الشين في وسط الشعار على شكل نصف دائرة وثلاث نقاط باللون البنفسجي، ومن ثم حرف ميم آخر باللون الأخضر، وحرف الواو باللون الأخضر كذلك، وأخيراً حرف الميم باللون الأزرق.
تمازج اللونين الأزرق والأخضر ينقل لنا حكاية العشق الأبدي في هذه الواحة الغناء بين الخليج والبساتين النضرة ليشهد على تعدد الإرث الحضاري والثقافي لهذه البقعة الجغرافية الطيبة، كما يذكرنا بكفاح أبناؤنا وأسلافهم بين هاذين الموردين طالبين أرزاقهم وأقوات عيالهم.
ويشير المربعان الخضراوان ونصف الدائرة والنقاط الثلاث باللون البنفسجي إلى نبتة المشموم (الريحان) وقت إزهارها لتملأ عندها ربوع واحتنا الجميلة بشذاها ولتكمل الحبيبة زينتها لخليجها الفتي القادم بكل الخيرات من أعماق القلب.
والشعار بشكل عام يحمل شكل طوب التهوية المستخدم في البيوت والمباني بكثرة في فترة الستينيات والسبعينيات الميلادية من القرن الماضي، كما إنه تم حرف الشكل ليظهر بالشكل المعين ليعطي الإيحاء المطلوب للماس وما يمثله من جودة عالية والتي يعد بها المطعم مرتاديه باذن الله.
وعن بعض المحلات كمحل جاسم لإصلاح الدرجات الهوائية: يعبر عن علاقتنا الوطيدة وأهمية الدراجة العظيمة في أيام طفولتنا وكيف كنا نحتفي ونهتم به أشد الاهتمام. لذلك كان دكان الحاج جاسم آل سواد محطة لا يمكن نسيانها عبر الزمن الجميل وعلق التاريخ
محل البارباري : كان هذا المحل للمرحوم ابراهيم المرهون الملقب بالباباري نسبة إلى القرية التي قدم منها من البحرين . كان من أبرز تجار المدينة وكان المحل الذي يشتري منه الجميع احتياجاته من ملابس واحذيه … ولأن تلك الفترة كان شراء الملابس حدث فكان لهذا المحل والذهاب له بالغ الأثر في حياة الصغار.
بزارة ابو مرة : لا أعلم لماذا اخترت هذا الرجل عن غيرة . ربما لغرابة استشعرتها في هدوء الرجل الذي ضل في ذاك المكان امر عليه مرات ومرات وهو قابع في مكانه ينتظر الزبائن اللذين كانوا يغزون. لم يكن لمحلة لوحة وانا كتبت بزارة لأن الاهل كانوا يرسلوني لشراء الحب من عنده . أحد الإخوان نبهني أن تجارته الرئيسية كانت التبغ (التتن) لكني لم اعرف الا الحب.
مكتبة باقر: قمت بتصوير الحاج باقر النصر جنب اللوحة التي تمثل مكتبته التي افتتحت منذ أكثر من ٥٠ عام وقد اخترت المحل لأهمية المكتبة وتكريما له علما انه ما زال يعمل في مكتبه الى الان وفي الختام اشكر صحيفة جواثا على وقفتها والقائمين عليها واكرر امنيتي بأن نوفق لإبراز المطعم بما يليق في تقديم كل ما هو جديد ومحافظا على تراث الآباء والأجداد بما يضمه في اركانه .