نفذت كلية الآداب بجامعة الملك فيصل ممثلة في قسم الاتصال والإعلام، وبالشراكة مع نادي الأحساء الأدبي، صباح أول أمس الأحد، ندوة بعنوان “السعودية في القلب” وذلك في إطار أنشطتها الثقافية، وحملات التوعية التي تنظمها “وحدة التوعية الفكرية” تحت شعار نحو بيئة جامعية واعية برعاية وحضور مدير جامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي.
وقد حضر الندوة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور حسن بن رفدان الهجهوج، ووكيل الجامعة الدكتور مطلق بن محمد العتيبي، وعدد من عمداء الكليات، ووكلاء كلية الآداب ورؤساء أقسامها، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس وجموع من الطلاب والطالبات.
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح الندوة قال مدير الجامعة: “إن المملكة العربية السعودية تتعرض لحملة إعلامية مسعورة تستهدف تشويه صورتها، والنيل من مكانتها، وإن دور المؤسسات التعليمية يجب ألا يتوقف عند تلقين الدروس وحسب، بل يقع على عاتقها تصحيح الصورة، والتصدي لمثل هذه الحملات”.
وأشاد “العوهلي” بمبادرة كلية الآداب من خلال قسم الإعلام لإقامة هذه الندوات، التي تأتي في إطار الدور المجتمعي للجامعة، مختتمًا كلمته، بتأكيده أن “هذا الوطن محروس بعناية الله ثم بيقظة قادته، وأن لهذا الوطن رب عظيم يحميه ثم قيادة حكيمة تصونه وترعاه”.
من جانبه، أكد عميد كلية الآداب الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري، في كلمة قصيرة: أن هذه الندوة تأتي في إطار قيام الكلية بالواجب المنوط بها، والخروج من قاعات الدرس والتفاعل مع هموم وقضايا الوطن، مشددًا على ضرورة معايشة الطلاب لواقع وطنهم والذود عنه، ولاسيما في الوقت الذي تكالبت فيه قوى الشر مستهدفة تشويه صورته أو النيل من قيادته، وأنه من الواجب أن يتم التأكيد على الانتماء لهذا الوطن والولاء لولاة أمره، وأنه يجب إقامة هذه الفعاليات التي تغرس هذه القيم المهمة في نفوس الطلاب والطالبات.
إلى هنا، انطلقت الندوة التي أعدها قسم الاتصال والإعلام بإدارة من رئيس القسم الدكتور سامي عبداللطيف الجمعان، وضمت نخبة من الأساتذة من مختلف الدول العربية والأقسام العلمية، حيث تحدث فيها الدكتور دايل الخالدي رئيس قسم الدراسات الاجتماعية من السعودية، أكد على “الجو الأخوي والترابط والتلاحم بين فئات المجتمع السعودي، وأن المواطنة الحقة ترسخ مبدأ التساوي والتكافؤ في الحقوق والواجبات بين كل فئات المجتمع”.
كما تحدث الدكتور هشام عباس أستاذ الإعلام من السودان مؤكدًا عمق الروابط التاريخية بين المملكة والسودان، مشيرًا إلى مدى مواكبة المملكة لتكنولوجيا الاتصال، والحرية الممنوحة للإعلام والتعبير بكافة الصور مشددًا على أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي تتيح إنشاء الصحف الإلكترونية قبل استصدار التصريحات، وأنه يوجد ما يزيد على 20 مليون مشترك في مواقع التواصل الاجتماعي يعبرون ويكتبون في حرية تامة.
أما الدكتور فايز العثامنة من الأردن، فلفت إلى حسن الرعاية، التي يتلقاها كل من يعيش في المملكة، والتي لا تفرق بين مقيم ومواطن، مؤكدًا أنه منذ وطئت قدماه أرض المملكة تغيرت لديه كثير من المفاهيم التي حاول الإعلام تصويرها، وذكر أن حرب الشائعات والتحريض التي تغذيها وسائل إعلام معادية لم تستطع النيل من هذا البلد أو تشويه صورته.
في حين تحدث الدكتور الحبيب الدرويش من تونس، عن تجاربه الشخصية وحياته في المملكة العربية السعودية، وأكد حسن المعاملة التي تلقاها منذ اليوم الأول وحتى الساعة، موضحًا أنه قد أفاد علميًّا ومهنيًّا واجتماعيًّا من خلال إقامته بالمملكة، حيث عاش هو وأسرته حياة آمنة مستقرة لقي فيها كل خير ورعاية، وأشاد بما توفره الدولة من إمكانيات وقدرات ساعدت على تطور العملية التعليمية.
الدكتور محمود صالح من سوريا، والذي أثارت كلمته الشجون وعواطف الحضور، راح يسرد الدعم غير المحدود الذي يلقاه الشعب السوري منذ اندلاع الأزمة السورية حتى الآن، مبينًا أن المملكة استضافت ما يزيد على مليونين ونصف المليون من أبناء الشعب السوري، كما صور الدكتور محمود أولى زياراته للمملكة والرعاية التي تلقاها من رجال الأمن السعودي، والذي أصر أحدهم على اصطحابه لإنهاء كل معاملاته، وقال: “إن رجل الأمن أصر على إهدائه مبلغًا من المال، وأن هذا المبلغ رغم عدم احتياجه إليه، قد شكل لديه أغلى هدية تلقاها؛ لأنها جعلته يشعر بالأخوية الحارة والإنسانية العالية من إخوانه السعوديين”.
واختمت الكلمات بكلمة معبرة من الدكتور عبدالحليم رمضان من مصر، والذي فند كثيرًا من الدعاوى الظالمة، والشبه الفاسدة التي يحاول الإعلام المعادي إلصاقها بالمملكة العربية السعودية، من بينها قضايا المرأة، مرورًا بقضايا اللاجئين، مشيرًا إلى أنه أجرى أبحاثًا علمية شارك بها في مؤتمرات محكمة ناقش من خلالها كذب كثير من الدعاوى التي تحاول أن تروج لاضطهاد المرأة أو المقيمين من خلال الإحصائيات والأرقام، كما تحدث عن جانب من ذكرياته الخاصة في المملكة والرعاية الفائقة التي يتلقاها هو وأسرته.
وفي ختام الندوة تفاعل الجمهور الغفير الذي حضرها من الطلاب والطالبات وأعضاء وعضوات هيئة التدريس معها وبقوة من خلال مداخلات متعددة، والتي جاءت لتجسد الفهم العميق لما يتم ويدور في المجتمع؛ ليلخص الدكتور سامي الجمعان الندوة، في كلمات: أن الندوة قد أكدت وأبرزت عنوانها أن “السعودية في القلب”، مؤكدًا أن الإعلام المعادي الذي عصفت رياحه، وكانت كفيلة بخلع الجبال من بعضها لم ينجح في السعودية بتحريك حبة رمل من مكانها، وأن المجتمع السعودي بكل فئاته كان -كما وصفه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- “أرسخ من جبل طويق”.