في عام 2003 م حضرت منتدى الأحساء الاستثماري الأول التي اقامته غرفة الأحساء انا ذاك والذي تضمن عدة محاور وطرح العديد من أوراق العمل من خلاله لفت انتباهي حينها ورقة عمل قدمت عن المياه بالمملكة كانت متميزة جداً وعملية مبينه التحديات والتوصيات وثقة مقدمها بنفسه الذي كان ثري ودقيق جداً بالمعلومات ومتحدثاً لبق فانتابني الفضول للتعرف على هذه الشخصية فكانت تلك الشرارة الأولى لشغف التعرف عليه لكن لم تسنح لي الفرصة في حينها ومع انضمامي لمجلس إدارة غرفة الأحساء في عام 2006 كنت التقيه بمناسبات وفعاليات الغرفة بشكل مستمر واستمع الى اطروحاته ومداخلاته المتميزة بإعجاب فكانت الفرصة لي متاحه أكثر للتعرف على هذا الرجل المميز خاصة وان سيرته بالغرفة ولدى مجتمع الأعمال عطرة ومشرفة والجميع دون استثناء يثني عليه، فعرفته كرجل اعمال مبدع وكشخصية حكيمة ومتوازنة.
وكعادة المجتمع الأحسائي الزاخر بمناسباته وفعالياته المتنوعة كنت التقيه دائماً في المناسبات الاجتماعية والرسمية المختلفة فكانت بمثابة فرص استثنائية للتعرف عليه من جوانب أخرى فعرفته كناشط ومفكر محب للوطن والمجتمع ورأيت ثقة الناس به بطبقاتهم وثقافتهم المختلفة بشكل ملحوظ فتولدت لدي ثقة كبيرة في هذا الرجل رغم انني لم اتعامل معه بشكل مباشر في تلك الفترة. وحينما سنحت لي فرصة التعاون المشتركة معه على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي لم اتوانى لحظة او اتردد على الإطلاق لان مشاركته مكسب على جميع الأصعدة فكنت فخور جداً بأن أتشارك مع أحد قامات الفكر والاقتصاد واتذكر جيداً في اجتماعاتنا لتأسيس احد المشاريع قبيل وفاته وفي شدة مرضه كان حريص على حضور الاجتماعات التأسيسية والتحضير المسبق حرصاً منه على البذر السليم لإنتاج ثمر سليم ليس له وانما للأجيال القادمة مؤمناً بالرؤية الثاقبة البعيدة المدى ومجسداً لعمارة الأرض فعرفته إنساناً ملهماً.
يسعى الكثير منا الى صنع ثقته بنفسه ويعمل جاهداً لذلك من خلال بناء الذات وزيادة معارفه وعلاقاته وهذا شيء ليس بالصعب إذا سعى الأنسان اليه ولكن ان تصنع ثقة الناس بك فهذا تحدي كبير وفي غاية الصعوبة فالأول تسعى له والثاني يسعى لك هكذا هو مهدي بن ياسين الرمضان رحمه الله.
ملك قلوب الناس فملك ثقتهم به من خلال مواقفه المشرفة على الصعيد الإنساني والوطني والإجتماعي.
رحمك الله يا أبا ياسين فقد اوجعتنا برحيلك وأخذت جزء من ارواحنا معك