لست بذلك الشخص الذي يبقى على حال رتيب فكل سنة لي وجه آخر وأمور كبيرة تطرأ في حياتي وأنا شخص لا زلت أكافح بداية من أيام الجامعة ثم تنقلي في التدريس في القطاع الخاص في مناطق كثيرة ثم أعمالي الحرة البسيطة ثم فترة مرض الصرع المؤلمة والذي شفيت منه بحمد الله ثم تعييني في وزارة العدل ثم أيامي الكارثية التي مررت فيها بديون كادت أن توقع بي في السجن ثم مشاكل الصحافة والصراع في أروقة المحاكم لأجل إثبات حق أو توضيح وجهة نظر وليس عيب أن نرتكب الأخطاء ولكن العيب أن نتجاهلها ولا نتعلم منها والمستقبل جميل والماضي دروس والحاضر محفز ولا أنكر أنني بدأت أفكر جدياً في العودة إلى مدينة جدة ونشر روايتي “عجوز القرية” ونشر ديوان “الثلاثون” والعودة بقوة إلى الصحافة والإعلام التي أرى فيها نفسي بشكل أكبر وكذلك العودة للمسابقات الشعرية والكثير الكثير من الأسباب التي تجعلني افكر في العودة لعروس البحر بعد موافقة والدي ولا أنكر أن هناك من أصحابي في الإعلام من أيام ما كنت أعمل معلم في جدة لازالوا يلحون علي في العودة والقيام من سباتي في القرية ومنهم الكثير ممن عايشتهم على المستوى الإعلامي والثقافي .
هكذا كانت البداية مع ضيف صحيفة جواثا الإلكترونية لهذا الأسبوع الشاعر والإعلامي الزميل محمد فايز ابن القرية والمسكون بشغف المعرفة والمرهون بالطموح نتعرف على الكثير في سياق الحوار التالي :
حدثنا عن نشأتك وعن طبيعة البيئة التي نشأت فيها ؟
ولدت في قرية آل الزارية بمحافظة بلقرن بمنطقة عسير ودرست الابتدائي فيها والمتوسط والثانوي بمدينة سبت العلاية وهي ليست بعيدة عن القرية نشأت كأي طفل في القرية كل الأشياء المسلية محدودة ونادرة ولكن الأحلام وقتها والنفوس كانت كبيرة تتسع لكل شيء – مع وجود كل قرابتي تقريباً لم أكن أعرف الفقد وكانت النفوس بريئة والآن فقدت بعضهم رحم الله من رحل وحفظ من بقي .
ماهي اهم اللحظات التي لا زالت عالقة في ذاكرتك في طفولتك ؟
كثيرة وبعضها لحظات ربما لو مر بها شخص اخر فلن يلقي لها بالا ولكن انا لا تزال في ذهني عالقة بجمالها وبهجتها ولكن في الغالب اللحظات التي كانت مع جدي من ابي وجدي من امي ولحظات اللعب ومغامرات الطفولة في القرية والنهوض صباحا مع الغنم والتجول وشغف الفرحة بأي شئ بسيط كذلك المغامرات الملفتة مع ابناء عمي الاكبر الذي كان يزور القرية اثناء الصيف وكأنه في خيالي قادم من باريس والكثير من مغامرات الطفولة مع من عايشتهم.
أي المراحل الدراسية التي كان لها تأثير عليك وعلى بداية تكوينك الثقافي ؟
بكل صراحة هي مرحلة دراستي في المعهد العلمي سواء المتوسط او الثانوي ..صحيح بأن الفضل بعد الله هو لأول معلم علمني القراءة والكتابة في الصف الاول الابتدائي ولكن مرحلة المعهد هي بداية حبي للقراءة والاطلاع والتفكير وبناء الاحلام وتكويني المعرفي ولا انسى فضل مشائخ المعهد ابدا.
متى كانت بداية حبك للقراءة وكتابتك لأول قصيدة ؟
كنت في الابتدائي أهوى قراءة قصص الاطفال وكنت احب حصة المكتبة رغم التقصير من المعلمين وقتها في هذه الحصة لكن هل تصدق ان اول كتاب مهم قرأته هو كتاب “الجراحة” فقد حدث بيني وبين طالب بأول متوسط مشاجرة عنيفة وحدث لي إشعار بإبهامي ولم اذهب للطبيب بل ذهبت للمكتبة وبحثت عن كتاب يختص بعلم التجبير ووجدت هذا الكتاب وقلت اعمل تجربة في ابهامي وكانت تجربة نوعا ما جيدة ومن بعدها تعلقت بالمكتبة.
أما أول قصيدة فهي في السادسة الابتدائية قبل أكثر من عشرين عام وانا اقرأ قصائد تلك المرحلة اضحك على الكوارث في التعبير والاسلوب واشياء كثيرة ولكن مع الوقت يزيد الشخص نضج وادراك وحرص على الجودة .
مرحلة الجامعة كيف كانت تجربتك فيها ؟
الجامعة وضعها يختلف وكنت في البداية اريد جامعة الامام بالرياض ولكن رغبة بعض الاهل حالت دون ذلك فسجلت وقتها بكلية المعلمين في أبها ثم سحبت ملفي وسجلت بجامعة الملك خالد والحقيقة اني مررت بظروف كانت سبب في تأخري فيها ولكن لم يكن تركيزي فقط على الدراسة بل كنت احب الذهاب للمكتبة المركزية وبعض الفعاليات باستمرار حتى وقت الدراسة نفسه وكذلك المشاركة في المسابقات ولا انسى فوزي بجائزتين على التوالي في جائزة ابها من يد الامير خالد الفيصل وقتها ثم جائزة من يد الامير فيصل بن خالد ثم جائزة عمادات دول مجلس التعاون الخليجي وكل هذا ليس عذر في التقصير في الجامعة ولكن استفدت الكثير جدا من تلك المرحلة اكثر من استفادتي من الشهادة الجامعية فما هي الا تحصيل حاصل بالنسبة لي وفائدتها فقط في مرتبة متقدمة بالوظيفة وهذا لا يعني لي شئ أبدا ولكن لا أخفيك اني مررت بظروف صحية ايام الجامعة كمرض الصرع وكان نوع الصرع نفسه قوي وظروف اخرى قوية وكلها انتهت بلا عودة .
عندما تخرجت من الجامعة ما هو اول ما فكرت فيه وماذا عملت ؟
وقتها كان اول تفكيري الا اجلس في البيت بل اذهب اي مكان واعمل اي عمل وبالفعل ذهبت لجدة في مدرسة خاصة وكانت اول مادة لخريج كلية لغة عربية هي تدريس مادة الفنية وهذا هو حال المدارس في القطاع الخاص للأسف ثم تركتها وذهبت للدمام ودرست مواد دينية ثم تركتها ورجعت لأبها وأكملت سنة الدبلوم التربوي والتطبيق ثم رجعت لجدة وبقيت سنة كاملة تعادل سنوات كثيرة وقمت بتدريس مرحلة الثانوي المواد الشرعية ثم عدت الى الدمام لتدريس مادة العلوم وهناك تقدمت لوزارة العدل في وظائف بالمرتبة السادسة وتم قبولي وتعييني لاحقا في محكمة بلقرن.
كل هذه الرحلة في التنقل حتى الوظيفة الرسمية بماذا خرجت ؟
خرجت بالتجربة والممارسة والاطلاع وفوق ذلك بأصدقاء رائعون وطلاب لا زال معظمهم يتواصل معي وأشياء أخرى كثيرة .
ماذا قدمت لك الوظيفة الرسمية ؟ش
لا شئ سوى مصاريف يومية تعينك عليها قد تجدها بغير الوظيفة او ربما قدمت لي بعض العلاقات مع اصدقاء جدد فقط لا غير ومع ذلك فأنا أقوم بعملي بكل أمانة واجتهاد .
عند عودتك لمحافظة بلقرن هل وجدت البيئة المناسبة لما تطمح اليه وهل لديك النية للانتقال منها ؟
وجدت بعض ما اطمح اليه ولكن الكثير لم اسعى اصلا على تحقيقه هنا الى الان ولا اخفيك ان فكرة النقل تراودني اذا وافق والدي ووالدتي فأساس مجيئي للقرية هو المكوث بجانبهم وهم لن يعارضون نقلي ولكن سأفهم مدى رغبتهم من جوابهم رغم ان هناك امور كثيرة تستطيع عملها في بيئتك الحالية فأنا استطيع نشر ما اكتب وانا هنا واستطيع عمل استوديو للأفلام وعمل مواقع وعمل مقاطع مرتبة ومكتملة وانا هنا واستطيع ادارة صحيفة وانا في قريتي واستطيع عمل مشروع اعلامي تقدمت به للإمارة وانشاء مجلس ايضا لشباب بلقرن وانا هنا ولكن بيئة المدنية تختصر عليك بعض الامور وتضيف اليك بعض النواقص فقط لاغير وسأعطيك مثالا لتتضح الصورة فأنا مثلا لو اردت عمل فيلم فهنا سأجد استوديو ومواقع تصوير وكل مايتعلق بصناعة الفيلم واستطيع عمل هذا وانا هنا وقد يشاهده صديق لي حتى ولو كان في اخر العالم ولكن السنة الماضية جائتني دعوة لتقديم برنامج وكان الاجر مرضيا على احد القنوات ولكن لم استطيع لأني بعيد ولا املك الوقت والمكان واتمنى ان فكرتي وضحت.
ذكرت بأنك تقدمت بمشروع اعلامي للإمارة فما هو ؟
لا استطيع ذكر تفاصيله حفاظا على الفكرة ولكن هو مشروع جديد بفكرته اخذ مني وقتا حتى اكتمل وهو مستقل عن فكرة الصحف الالكترونية او مواقع التواصل والمنتديات وقد عرضته على الامير منصور بن مقرن بداية السنة الحالية واعجبته الفكرة وتم توجيهي للأستاذ سعد ثابت مدير الشؤون الاعلامية بامارة عسير والمتحدث الرسمي لها واجتمعت به في مكتبه وجلسنا ما يقارب ساعة ثم عرضته على أمين مجلس شباب عسير عادل ال عمر ولكن وفاة الامير منصور رحمه الله جعلت المشروع الى الان يبقى في درج المسؤول وقد وافقت رغبتي اصلا فلست متفرغ الان له وقد لا اتفرغ ابدا في الوقت الحالي .
وماذا عن مجلس شباب بلقرن ؟
مجلس شباب بلقرن كانت نتاج جلسة بيني وبين احد اصحابي وهي فكرة سهل تطبيقها على غرار مجلس شباب عسير ولكن ايضاً لست متفرغ الآن للفكرة ابدا .
بالنسبة للتأليف هل فكرت في هذا الامر ؟
نعم… هناك رواية مكثت عليها ما يقارب اربع سنوات وكذلك الديوان انتهيت من كتابته وسيتم طبعها بإذن الله ربما في النصف الثاني من السنة القادمة وهناك الكثير من المهتمين ممن استعد بالنشر واشكرهم جزيل الشكر رغم اني مهتم بدار النشر التي ستنشر من ناحية طريقة التسويق والعرض خاصة في الرواية … اما كوني افكر في تأليف كتاب فكري او كتاب يخص موضوع معين فأعتقد ليس لدي الرغبة ولا يفترض ذلك وهذا ما يزعجني في الكثير.. تجده قرأ كتب قليلة او تابع اليوتيوب ورسائل الواتسأب كثير ويأتي يتجرأ على التاليف وهذه مصيبة لابد من العمر الكافي والقراءة الغزيرة ولكن الرواية والديوان فهي نتاج موهبة ولا يمنع العمر نشرها وحينما فكرت بالبدء في الرواية اخبرت الدكتور والناقد عبدالرحمن المحسني رئيس قسم اللغة العربية فقال لي هل قرأت روايات فقلت رواية واحدة لاجاثا كريستي فاخبرني ان اتوقف سنة في قراءة الروايات وخاصة الروايات العالمية المهمة حتى يكون عندي خلفية وطريقته اشبه بالتمرين وفعلا بعد سنة بدأت كتابة الرواية بشكل مختلف عن المرة الاولى وارشادات الدكتور لي كانت مهمة جدا اثناء كتابتي للرواية .
لماذا اسميت ديوانك بالثلاثون وما هو مضمونه وعن ماذا تدور الرواية ؟
الاسم جاء بسبب كوني اتممت عامي الثلاثون وكتبت قصيدة تتحدث عن ما شاهدته في هذه الثلاثين سنة وعن احلامي وتطلعاتي وهي مليئة بالشجى وهي ايضا قصيدة موجهة لأبي ولأجل هذا سميت ديواني بالثلاثين ومضمونه هو قصائد ربما تقارب ثلاثين قصيدة في مجموع ما يقارب 300 بيت وهو ديوان بالفصحى وسيكون من تقديم احد الشخصيات البارزة وهو منوع ما بين القصائد الروحية والغزل وبعض القصائد التي تخص قضايا معاصرة وقصيدة الثلاثون ستصور على طريقة الفيديو كليب لاحقا وكذلك هناك قصيدة جديدة في بعض جزئياتها حاولت ان تكون اضافة جديدة لي وللأدب العربي بشكل عام وهي قصيدة درامية بسيناريو وحوار ووصف مشاهد مع الاحتفاظ ببنية القصيدة العربية وزنا وقافية وموضوعها هو اسلامي واتوقع لها النجاح هي وقصيدة الثلاثون وقد عرضت القصيدتين على قراء متفاوتين واعجبتهم كثيرا .
أما بالنسبة للرواية فربما اكون استعجلت وانهيتها في أربع سنوات ولكن هي اصبحت مكتملة وهي متعبة لمن جرب هذا الشي وهي تقع تقريبا في حدود 300 صفحة وهي تدور حول حدث قديم جدا في احدى القرى يتطور هذا الحدث ويكون سبب لكشف احداث كثيرة ورؤية الرواية هي الصراع بين قوة الشر وبين الخير وتدور الاحداث في زمن قديم جدا وهي رواية تاريخية خيالية ولكن ليس فيها مبالغات وامور خارقة واعتمدت على مصدر الجذب وتصاعد وتفاعل الاحداث بعضها مع بعض حتى يصل القارئ لذروة الحماس.
ماذا الرواية متعبة ؟
لأنك ستكتب قصة بصفحات كثيرة ثم تكتب بلسان الرجل والمرأة والشاب والطفل والحكيم والمجنون والسيد والعامل وكل الشخصيات التي تظهر ثم تصف وتحاول ايصال صورة كل شخصية للقارئ ثم تكتب الحوار وكيفية وضع من يحاور ومداخل الحوار وترتيب الاحداث والفصول والعقدة المنطقية والحل المنطقي والنهاية الدرامية للأحداث واختيار الاسماء المناسبة للرواية التاريخية واختيار اسماء الاماكن ثم مراجعتها والتغيير الذي ربما يضطرك لنثر الرواية من جديد ثم تحسب حساب القراء فهناك القارئ العادي وهناك القارئ الناقد وهناك اذواق كثيرة ستقرأها والكثير الكثير من هذه الامور وفوق ذلك فهي اول محاولة لي ولا اخفيك عندما وصلت لنصف الرواية تفاجأت اني اكتب سيناريو او مشاهد درامية وليس رواية فأعدت كتابة الحوار ومداخل الحوار ووصف طريقة المتكلم من جديد واخذ هذا الشئ مني ثلاثة اشهر والان بدأت في تغيير اسم شخصية مهمة في الرواية الى اسم اخر وهذا سيأخذ اسبوعين ربما .
كيف ترى وضع الادب السعودي حاليا ؟
نحن نمتلك قارة مليئة بالحضارة والتاريخ والادب وكل مقومات الثقافة التي تقوم عليها الامم ولكن هناك بعض التقصير من غالب الجهات الثقافية والادبية في ابراز كل هذا او دعم الادباء والمثقفين ومحاولة استخراج الكنوز الثقافية وليس الانتظار حتى تأتي ولا اخفيك عن مدى سعادتي بإنشاء وزارة الثقافة وفعاليات سوق عكاظ وغيرها من الامور المبشرة وكذلك الحراك الثقافي والتغير في الطرح الادبي وقفزة وسائل التواصل التي اغنت بعض المبدعين عن بعض الجهات التي فيها نوع من البيروقراطية والادب السعودي في تقدم بعد ركود سنوات رغم ان الادب الشعبي طغى عليه بحكم وسائل الاعلام التي خدمته وكذلك شيوع الجملة الموسيقية مع هذا النوع الادبي مما حققت له انتشار اكبر.
وكيف ترى وضع الشباب ومدى الدعم والالتفات الذي يجدونه ؟
يكفي أن ولي العهد في السعودية شاب ومجيئه هو بشرى لنا وهو شخص يعلم جيدا ماهي احلام الوطن وكيفية تحقيقها ويعلم ماهي اهمية ان تملك وطن غالبه من الشباب ويعلم جيدا عن مدى احتواء هذه الفئة وكيفية انقاذها من امور كثيرة وانا لا احب الشاب الذي يبكي على الاطلال ويندب حظه ويقول لا القى دعم وسأعطيك مثال عني : في وقت سابق كان عندي رغبة في مخاطبة وزارة الاعلام وعمل فيلم عن سوق حباشة ورأيت ان الوقت سيطول ثم قمت اندب حظي وتأخر الدعم ثم قررت ان اعمل بنفسي الفيلم بأدوات بسيطة ومونتاج واخراج محترف وتنزيله في وسائل التواصل وبعد ذلك فعلا نجح الفيلم وخاطبتني قناة تلفزيونية في عرضه ولاقى صدى طيب ولو جلست انتظر جهة معينة لكنت الى الان اندب حظي. وهذي نصيحة لأي شاب لديه مواهب ورغبة ان ينظر في وسائل التواصل التي طغت على وسائل الاعلام الرسمية وان ينظر في ما لديه من امكانات بسيطة قد تحدث عمل كبير المهم تقديمها بشكل عصري ومناسب وسينجح واكبر دليل قنوات شبابية في اليوتيوب متابعيها بالملايين ومشاهداتها اضعاف ولهم جماهيرية طاغية واقصد الشباب المثقف وليس المهرجين.
هل تحب النقد وهل تتأثر به ؟
نعم ويعجبني النقد الذي يبني شخصيتي حتى ولو جاء النقد بأسلوب احمق او بأسلوب استفزازي وتحقير يعجبني ايضا واستفيد منه ويجعلني ابدع اكثر ليفرح الصديق ولأرى ردة فعل الصنف الاخر.
هل حققت كثير مما تحلم به ؟
لا… ربما حققت بعض الامور التي يشترك في رغبة تحقيقها كثير من الناس كالوظيفة والزواج والسكن فهذه كلها رغبات تجدها عند اي شخص.. ولكن على الجانب الثقافي او الرؤى او الاعلام فلم احقق الشئ الكثير بل اشياء بسيطة جدا حتى ولو كان يراها البعض كبيرة والاحلام والاماني لا تتوقف المهم الاصرار واختيار الوسيلة المناسبة.-
مررت بمرحلة ديون – كيف كانت التجربة وما هو سبب تلك الديون ؟
في سنة واحدة توظفت وتزوجت وبنيت المسكن وانجزت ولكن هناك بعض النقص بالمادة اثناء قربي من الانتهاء من البيت فتعجلت وحاولت تغطية العجز بطريقة متهورة احدثت تراكمات لاحقا وللأسف فالكثير اعطو الموضوع اكثر من حجمه فلا هم الذين عملوا شيئا ولا هم بالذين سكتوا وديوني لم تصل الحمد لله الى مبلغ خطير فهي لم تتجاوز ربما ثمان مئة الف وتم حل وتسديد الكثير منها ولم يعد الا القليل مقارنة بهذا المبلغ والدولة رعاها الله لديها حلول كثيرة ترضي الدائن والمدين ولكن هل تعلم ان مرحلة الديون هذه كانت جيدة فقد تعلمت الكثير وصدمت من منطق البعض والكثير من المنظرين فقط…. نعم هناك من وقف بمبالغ رمزية ويشكر عليها وهناك مواقف فعلا عرفت معنى الصداقة والوقوف بجانبي ولكن ربما تعلمت ورأيت في هذه الفترة الرائعة ما لم اتعلمه في ثلاثين سنة.
صفة تحبها فيك وصفة يراها الكثير فيك ؟
الصفة التي احبها في نفسي هي الصبر وعدم اليأس وأما الصفة التي يصفني الكثير بها ولا اعلم لماذا فهي الغموض
هل انت اجتماعي وهل التفاؤل له نصيب عندك ؟
نعم ومتفائل كثير ومررت بظروف كثيرة كالمرض والايقاف فلم اخرج منها الا مبتسم دائما وطالما هناك ارادة فسيكون هناك وسيلة ” ولا شك ان غدا اجمل …. المهم انا متفائل فوق ما تتصور .
ما هو اهم قرار اعجبك في الآونة الاخيرة ؟
كل القرارات مبشرة والقادم اجمل لكن قرار السينما هو احب قرار لنفسي … ودعني اقول لك شيئا فقبل سنوات اشتريت كتاب اسمه”قراءات في السينما” ثم ضحكت وانا اسأل نفسي كيف اشتري كتاب كهذا في بلد ليس لديه سينما ولكن سليت نفسي وقلت هو كتاب نافع لشخص يشاهد الافلام ويتابع السينما بكثرة وعندما سمعت بقرار فتح دور السينما اول ما ركضت هو الى الكتاب وبدأت اقرأه مرة اخرى بفكر اخر وبنظرة اخرى اقرأه وانا مطمئن ان هناك سينما… اتوقع ان السينما ستحدث قفزة ثقافية واقتصادية رائعة وستنجب مبدعين كثر ولكن مسألة وقت فقط ربما هناك من يعارضني في الرأي ولكن لا نكون متشائمين والمهم ان تكون السينما السعودية فعلا مرآة للمجتمع وتكون موغلة في المحلية لاجل الوصول للعالمية واظهار القيم الدينية والاجتماعية بكل وضوح هو مطلب وواجب سينمائي مهم.
هل تحاسب نفسك كثيرا وهل ندمت على قرار في حياتك ؟
نعم احاسب نفسي كثيرا واحاول تطويرها ولكن لم اندم يوما على شئ ربما اندم على الطريقة التي فعلت بها هذا الشئ ومهما كانت الظروف التي تمر عليك سيئة اغتنم الفرصة وتعلم منها وصحح اخطائك .
هل تبحث عن الشهرة ؟
لا… هناك من يظن أنى اخرج في مواقع التواصل بحثا عن الشهرة – وجهة نظره ولا احترمها والشهرة أساسا في هذا الزمان سهلة لكن انا أحب اشارك الناس ما احب ان اطلع عليه كقصة او معلومة او مكان معين ولدي ما اشاركهم فيه وانا امشي على خطوات معينة وما ستفعل من اشياء عفوية ستوصل للناس بعفوية ايضا سواء بشهرة او غير ذلك.
هل تأثرت بشخصية معينة وماهي المجالات التي تحب القراءة فيها ؟
كوني تأثرت تأثر كامل بشخصية معينة فلا ولا اظن اني سأفعل ذلك ربما تجد شخصية تلفت نظرك او جملة او مادة معينة تستفيد منها ولكن انا سيد نفسي وسيد قناعاتي ولا احب ان اسلم عقلي لأي شخص او مذهب او ايديولوجية معينة فهذا مستحيل – اقتنعت بشئ افعله احدهم انتقدني استفيد منه غير ذلك لا اما عن ميولي فأنا أحب القراءة في الادب والتاريخ والفنون والتراجم واذا اردت الاختصار فأنا احب القراءة في كل شئ ولا تتخيل منتهى الجمال والمتعة التي اعيشها في ابحاري الدائم في بحر المعرفة ومع كل ما ذكرت من ميول وامور كثيرة في حواري فغالب تركيزي هو في موهبتي كشاعر وفي تخصصي كأدب وما يتعلق به.
ماهي امنيتك ؟
أمنيتي هي أن يتطور الحراك الثقافي أكثر وأكثر رغم انه حاليا جميل ومحفز ولكن مع صدور القرارات الاخيرة الخاصة بالثقافة فبلا شك انه زاد تطورا وسيعود هذا الحراك بالفائدة على الادب والفكر السعودي وطريقة الطرح من ناحية المضمون والتجديد .
هل انت من هواة السفر ؟
دعني اجيبك اجابة فلسفية – انا لا احب السفر خارجيا لأجل رؤية مناظر طبيعية فالطبيعة التي اعشق وأميل لها موجودة في وطني وخاصة منطقة عسير كونها منطقة جبلية وصحراوية وبحرية وانا استمتع بها وبتفاصيلها ولكن مثلا لو جائني سفر لأفريقيا فسأذهب لكسب أجر والمشاركة في دعوة او بناء مسجد او حفر بئر ولو جائني سفرلاسبانيا فسأذهب لعمل تقرير مثلا عن حضارة العرب والمسلمين في الاندلس ولو مثلا ذهبت للهند او اوروبا فسأذهب مع جماعة الدعوة والتبليغ لكسب أجر الدعوة فقط ربما السبب الاكبر الذي يجعلني اذهب للنزهة هي رغبة عائلتي مثلا اذا كانت الامور المادية مناسبة “فليش لا”
كلمة أخيرة تود قولها ؟
شكراً لك على هذا اللقاء والشكر موصول لإدارة صحيفة جواثا الإلكترونية الحاضرة والمتواجدة في أرجاء الوطن .. دعواتي الصادقة لكم بالموفقية ومزيداً من التميز والتقدم .