دق ناقوس الأيام والليالي لقرب تاريخ قيادة المرأة بنفسها وبمعزل عن الرجال وكانت ليلة القرار هي ليلة أحلام وكوابيس كيف سيبدأ تطبيق القرار في ١٠/ ١٠/ ١٤٣٩ هـ وكانت مفعمة بالخوف والرجاء فقد كان قرار قيادة المرأة قرارا حكيما و في محله لحاجة بعض أخواتنا من النساء لهذا القرار بغض النظر عن الوضع الاقتصادي والتداعيات الاجتماعية والتجاذبات في مواقع التواصل الاجتماعي
كل ذلك مر بخاطري وأخذني الاضطرب بين الخوف والرجاء وخرجت من منزلي قاصدا العمل بعد الإجازة وأخذت أقود سيارتي في تلك الطرق التي كنت أتوقع أن تكون مزدحمة وأن أرى نساء تقود السيارة وحاولت عدم الالتفات يميناً و يسارا حتى لا تقع عيني على أحد الأخوات وهي تقود سيارتها وكنت أترقب أن أرى امرأة تقود ولكني لم أر أي أحد فقلت ربما هناك خلل ما ربما يكون عدم الجرأة أو عدم الحصول على رخصة للقيادة أو عدم توفر السيارة بعد أو إنها لم تتلق التدريب الكافي أو بسبب ظروف عائلية أو صحية
وفي طريقي مررت بأحد المحلات التجارية فقابلت أحد الأصدقاء مع بعض الجيران وبينهم نقاش حاد بين مؤيد ومعارض وبين محايد و من يقول أنه لم يستطع استخراج رخصة لأنه لم يحن موعد التدريب والآخر يقول أن الرخصة الدولية لم يتم استخراجها بعد وكل يتحدث عن سبب ما لعدم قدرته على تطبيق هذا القرار وسألتهم هل هناك أخوات من الجيران من قادت سيارتها أو تمتلك سيارة وانبرى بعد ذلك أحد الأشخاص قائلا إن جارتك ذات الإحدى والخمسين تقود سيارتها فقلت أي جارة فأشار لي وهنا راودتني فكرة لما لا أتقدم إلى هذه الأخت وأحمل لها هدية لمابدرتها هذه واحترت أي هدية أقدم لها فهل أقدم وردة إنها غير مناسبة فالوردة لا تقدم إلا للحبيب واخترت أن أقدم لها كوبونا لمحطة بنزين بمبلغ ما أو كوبونا لتغيير زيت السيارة شاملا جميع الخدمات وبعد أن اخترت إحدى الجائزتين احترت باي صفة أقدم لها الهدية فهل أعرف والدها أو أهلها أو هل هي متزوجة وبعد السؤال والتحقق عرفت أنها ابنة عم لي وهي تعمل دكتورة ومتزوجة ولديها أبناء فتهلل وجهي فرحا فلقد أصبح الوصول إليها سهلا وقررت أن أعمل لها درعا عبارة عن سيارة مكتوب فيها تاريخ القيادة ومعلومات إرشادية حول قواعد السلامة المرورية وبعد أن جهزت الهدية حملتها بعد زيارتي إلى العم الذي ليس بالعم النسبي بل هو عم لي بالتقدير والاحترام فلقد كان صديقا للوالد رحمه الله وبعد زيارتي له تهلل وجههة فرحا وقال ما حملك على زيارتي هذا اليوم فقلت حملني شجاعة ابنتك في خوض هذه التجربة وتطبيقها لقرار هذه الدولة الحكيمة ولما نسمع عن ابنتك الدكتورة التفاني في الخدمة الإنسانية وتقديم الخدمات الاجتماعية بالمشاركة العامة بإعطاء المحاضرات والإرشاد والتزامها في تطبيق القوانين الخاصة والعامة
لهذه الدولة ونحن نتمى لها التوفيق والسلامة في هذه الخطوة .
في نهاية هذه القصة أرجو أن لا تكون قيادة المرأة للسيارة من أجل الرفاهية فقط بل من أجل أن تقضي مصالحها وأن تكون عونا لها في حياتها وتوفير كل ما يلزم من سبل الراحة في التنقل وخصوصاً العاملات في المقام الصحي والتعليمي وغيرها والالتزام بقواعد السير والسلامة المرورية وأن تتزين بالحشمة والوقار وأن تعطي صورة للمرأة المسلمة التي لا يؤثر عليها أي تغيير
1 ping